كشفت دراسة حديثة من جامعتي University of Sunderland وUniversity of Worcester في المملكة المتحدة، أن الرجال الذين يعيشون في علاقات زوجية طويلة الأمد لديهم مستويات أقل من هرمون التستوستيرون مقارنةً بالرجال غير المرتبطين أو الذين بدأوا علاقة حديثة.
تسعى هذه الدراسة إلى فهم أعمق لكيفية تأثير الروابط العاطفية والاستقرار الأسري على التوازن الهرموني لدى الرجل، في وقت تشير فيه أبحاث سابقة إلى أن الحياة الاجتماعية والعائلية قد يكون لها أثر مباشر على الصحة الجسدية والنفسية.
تأثير الزواج على هرمون التستوستيرون
شملت الدراسة 76 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تضم الرجال المتزوجين لفترة طويلة تزيد على عام والثانية تضم الرجال العازبين أو المرتبطين حديثًا.
اعتمد الباحثون على تحليل عينات من اللعاب لقياس مستويات هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون المسؤول عن عدد من الوظائف الحيوية في جسم الرجل، مثل النشاط العضلي والطاقة والمزاج والرغبة الجنسية.
وأظهرت النتائج أن الرجال في علاقات مستقرة منذ أكثر من عام لديهم مستويات أقل من الهرمون مقارنةً بغيرهم، حتى بعد استبعاد عوامل مثل العمر أو مدى الرضا عن العلاقة أو عدد مرات ممارسة العلاقة الزوجية.
يُرجّح الباحثون أن انخفاض التستوستيرون في العلاقات طويلة الأمد قد يكون له تفسير تطوري إذ يساعد هذا الانخفاض على تعزيز السلوك الأسري والالتزام بالشريك والأسرة بدلًا من الانشغال بالبحث عن شركاء آخرين.
في نظر علماء السلوك، فالرجال الذين ينخفض لديهم مستوى هذا الهرمون يصبحون أكثر ميلاً للاستقرار والاهتمام بالمسؤوليات العائلية وهو ما يتوافق مع أنماط الحياة الزوجية المستقرة.
تأثير الزواج طويل الأمد على انخفاض هرمون التستوستيرون
ورغم وضوح الارتباط بين انخفاض التستوستيرون وطول مدة الزواج إلا أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان الزواج هو السبب في انخفاض الهرمون أم أن الرجال الذين يملكون بطبيعتهم مستويات أقل من التستوستيرون هم الأكثر ميلاً إلى الارتباط والاستقرار.
فغياب قياسات أولية للهرمون قبل دخول الزواج يجعل من الصعب الجزم بالاتجاه السببي، ومع ذلك يرى الباحثون أن العلاقة بين الهرمون والسلوك الاجتماعي تظل متبادلة ومعقدة.
كما يشيرون إلى أن الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة والنشاط البدني والنوم الكافي يمكن أن يوازن مستويات الهرمون بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخلات طبية.