يُعد الكولاجين أحد البروتينات الأساسية في الجسم، حيث يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على متانة الجلد ومرونته، ما يجعله عاملاً طبيعياً لمقاومة ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد والترهلات، ولا تقتصر فوائده على البشرة فحسب، بل تمتد إلى تعزيز صحة الشعر والأظافر وسلامة المفاصل، لكن الجسم يبدأ بعد سن الـ25 بخسارة ما يقارب 1% من مخزونه السنوي من هذا البروتين المهم، وهي عملية طبيعية قد تتسارع بسبب عوامل خارجية مثل التعرّض المفرط لأشعة الشمس، والتلوث البيئي، والضغط النفسي، إضافةً إلى الممارسات الغذائية غير المتوازنة.
لذا، أصبحت مكملات الكولاجين سلاحاً أساسياً في ترسانة العناية الصحية الحديثة، ولكن مع تعدد الخيارات وانتشار أنواع مثل الكولاجين البحري والنباتي، يبرز سؤال محوري: أيّهما الخيار الأفضل لك؟
الكولاجين لمقاومة ظهور علامات الشيخوخة
يُشتق الكولاجين البحري من جلد وقشور الأسماك، ويحتوي بشكل أساسي على الكولاجين من النوع الأول الذي تحتاجه البشرة، ويتميز بسهولة امتصاصه بسبب صغر حجم جزيئاته، ما يؤدي إلى نتائج ملحوظة في ترطيب البشرة و تقليل ظهور التجاعيد و الخطوط الدقيقة، كما يدعم صحة المفاصل ويقوي الأظافر، لكنه لا يعد خياراً مناسباً للنباتيين بسبب مصدره الحيواني.
في الحقيقة، لا يُستخرج الكولاجين النباتي من النباتات مباشرة، بل هو مزيج مُصنّع من الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية التي تحفز الجسم على إنتاج الكولاجين الطبيعي، ومن بين مكوناته الأساسية: فيتامين سي، والزنك، والنحاس، إضافةً إلى مستخلصات نباتية أخرى تعمل على حماية الكولاجين من التحلل.
ويمكن أيضاً اتباع نظام غذائي غني بالمركبات النباتية، وخاصة مضادات الأكسدة التي تُحارب الضرر التأكسدي في البشرة وتمنع تحلل الكولاجين، وفقاً لموقع Times of India.
أيهما أفضل: الكولاجين الحيواني أم النباتي؟
يعتمد الاختيار بين الكولاجين النباتي والحيواني على الاحتياجات الشخصية و نمط الحياة؛ فبينما يؤدي تناول الكولاجين البحري إلى تحسن ملحوظ في البشرة خلال 8 إلى 12 أسبوعاً فقط، بفضل ببتيدات الكولاجين سهلة الامتصاص، يُساهم الكولاجين النباتي في دعم صحة البشرة على المدى الطويل، إذ إنه يزود الجسم بالفيتامينات ومضادات الأكسدة اللازمة.
ويوصي بعض أطباء الجلدية بالجمع بين الكولاجين البحري والنباتي، وعدم الاعتماد على نوع واحد فقط، ما يساعد على تجديد البشرة بشكل مستمر، إلى جانب اتباع نظام غذائي غني بالمصادر النباتية.