دراسة تكشف تأثير صادم لمستحضرات التجميل على هرمونات الثدي

زاد استخدام منتجات التجميل والعناية الشخصية في السنوات الأخيرة، لكنه جاء مع تحذيرات علمية حول مخاطر التعرض للفثالات والبارابين، خصوصاً لدى النساء الحوامل والأجنة والرضع، إضافة إلى تأثير مباشر محتمل على صحة الثدي لدى النساء. 

وتشير دراسات حديثة في عامي 2024 و2025 إلى أن الاستخدام المتكرر أو بكميات كبيرة لبعض المنتجات مثل أحمر الشفاه ومزيلات العرق وطلاء الأظافر، يؤدي إلى مستويات مرتفعة من هذه المركبات الكيميائية في الجسم، بما يعرض الصحة العامة للخطر.

منتجات التجميلمخاطر منتجات التجميل على الهرمونات

الفثالات والبارابين وعلاقتها بسرطان الثدي

أظهرت دراسة حديثة أن التوقف عن استخدام منتجات العناية الشخصية اليومية التي تحتوي على البارابين والفثالات يمكن أن يقلل من المخاطر المرتبطة بورم الثدي على المستوى الخلوي.

ويُعرف أن فرط تحفيز هرمون الإستروجين يعد عاملاً مسرطناً للثدي لدى الإنسان، في حين تحتوي العديد من مستحضرات التجميل على استروجينات صناعية مثل البارابين والفثالات.

في الدراسة، جُمعت عينات من أنسجة الثدي بالإبرة الدقيقة من متطوعات سليمات قبل وبعد 28 يوماً من التوقف عن استخدام هذه المنتجات، ضمن برنامج يهدف لتقليل التعرض للمواد الكيميائية، وذلك حسب ما ذكره موقع PubMed.

وكشفت النتائج عن تراجع ملحوظ في الأنماط الخلوية المرتبطة بالأورام، بما في ذلك مسارات إشارات الخلايا والالتهام الذاتي وموت الخلايا المبرمج، كما لوحظ انخفاض واضح في مستويات البارابين والفثالات في البول بعد فترة التوقف.

وأظهرت التجارب المخبرية أيضاً أن هذه التغييرات كان لها تأثير معدل على التعبير الجيني للمستقبلات الهرمونية وخلايا الثدي، مما يشير إلى أن تقليل التعرض لمستحضرات التجميل الضارة قد يكون وسيلة فعالة للوقاية من أورام الثدي على المدى الطويل.

ما هي الفثالات؟

الفثالات هي مركبات كيميائية تستخدم كملدنات في البلاستيك، ومذيبات ومرطبات في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، وتتميز بانحلالها الجزئي في الماء وذوبانها العالي في الدهون، ما يجعلها تنتشر بسهولة في البيئة وتُمتص عبر الجلد أو الاستنشاق أو تناول الطعام والماء الملوثين.

طرق التعرض للفثالات

وبحسب ما ذكرته مجلة "ScienceDirect"، يمكن أن يحدث التعرض للفثالات عبر:

-الاستخدام المباشر لمنتجات التجميل والعناية الشخصية.

-تناول الأطعمة والمشروبات المخزنة في عبوات بلاستيكية تحتوي على الفثالات.

-التعرض البيئي عبر الغبار والجزيئات المحمولة في الهواء.

الفئات الأكثر عرضة

1-النساء الحوامل: يمكن للفثالات عبور المشيمة والتأثير على نمو الجنين.

2-الرضع: التعرض يحدث من خلال حليب الأم.

3-الأطفال الصغار: التعرض من الألعاب والمنتجات البلاستيكية المحتوية على الفثالات.

المخاطر الصحية للفثالات

تشير الدراسات إلى أن التعرض للفثالات قد يؤدي إلى:

-اضطرابات هرمونية تشمل الغدة الدرقية والإستروجين والأندروجين.

-سمية الكبد والكلى والغدة الدرقية.

-اضطرابات الجهاز التناسلي مثل الولادة المبكرة والإجهاض، وانقطاع الطمث المبكر ، وانخفاض وزن وطول المولود والبلوغ المبكر.

مشاكل جلدية مثل الالتهابات والتهيجات.

الالتهابات الجلديةالالتهابات الجلدية بسبب مستحضرات التجميل

العوامل المؤثرة على استخدام الفثالات

تؤثر الفثالات على مستويات هرمونات الأم والمشيمة، بما في ذلك هرمون GnRH والإستروجين، مع انخفاض البروتين الرابط للهرمونات الجنسية (SHBG) والتستوستيرون، ما يعرض الجنين والرضيع لمخاطر صحية متعددة.

التدابير الموصى بها

-استبدال الفثالات عالية الخطورة بمواد أقل سمية في المنتجات.

-استخدام مستحضرات تجميل وعناية شخصية خالية من الفثالات.

-زيادة وعي المستهلكات بقراءة مكونات المنتجات والتقليل من الاستخدام المفرط.

-رصد التعرض للفثالات لدى النساء الحوامل والأطفال في الدراسات المستقبلية.