يعاني كثير من الرجال في مرحلة الشباب من آلام الركبة دون إدراك أن السبب قد يكون إصابة هيكلية مثل تمزق الأربطة أو الغضاريف، ومع تزايد الاعتماد على الفحوصات الدقيقة مثل الرنين المغناطيسي باتت أنماط إصابات الركبة أوضح كاشفة عن فروق لافتة بين الرجال والنساء خاصة في الأعمار الصغيرة والمتوسطة.
إصابات الركبة شائعة بين الرجال
تلعب طبيعة النشاط البدني دوراً رئيسياً في تعرّض الرجال لإصابات الركبة. فالمشاركة المكثفة في الرياضات التي تتطلب القفز والالتفاف والتوقف المفاجئ، إضافة إلى الأعمال البدنية الشاقة تزيد الضغط على مفصل الركبة.
هذه الأحمال المتكررة قد تؤدي إلى تمزق الأربطة أو الغضاريف حتى دون حادث واحد واضح بحسب "Radiological Society of North America".
إصابات الرباط الصليبي
يُعد الرباط الصليبي الأمامي أحد أهم مكونات ثبات الركبة وهو أكثر الأربطة عرضة للإصابة، أما الغضاريف الهلالية فتعمل كممتصات للصدمات داخل المفصل، أي خلل أو تمزق في هذه البنى ينعكس مباشرة على استقرار الركبة وقدرة الرجل على الحركة ويزيد خطر تكرار الإصابة مستقبلاً.
اعتمدت أبحاث حديثة على تحليل آلاف فحوصات الرنين المغناطيسي للركبة لمرضى اشتكوا من الألم، ما أتاح رؤية شاملة لأنماط الإصابات، وأظهرت النتائج أن الرجال يعانون من عدد أكبر من الإصابات مقارنة بالنساء خصوصاً تمزق الرباط الصليبي الأمامي سواء بمفرده أو مصحوباً بتمزق في الغضروف الداخلي أو الخارجي.
اللافت أن الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاماً من الرجال كانت الأكثر عرضة لتمزق الرباط الصليبي؛ وهي نتيجة تخالف الاعتقاد السائد بأن هذه الإصابة أكثر شيوعاً بين الشابات الرياضيات فقط، ويُرجَّح أن السبب يعود إلى توسيع نطاق البحث ليشمل جميع أسباب ألم الركبة وليس الإصابات الرياضية وحدها.
لم تقتصر الفروق على الرباط الصليبي فقط، إذ تبين أن تمزق الغضاريف والأربطة الجانبية للركبة يحدث بمعدلات أعلى لدى الرجال تحت سن الأربعين، هذا النمط قد يفسر لماذا يتجاهل بعض الشباب الألم في البداية قبل أن تتفاقم الإصابة وتتحول إلى مشكلة مزمنة.
إدراك أن الرجال أكثر عرضة لبعض إصابات الركبة في سن مبكرة يحمل أهمية كبيرة للأطباء والمرضى على حد سواء، فالتشخيص المبكر باستخدام الرنين المغناطيسي إلى جانب التقييم الدقيق لعوامل الخطورة قد يمنع تطور الإصابة إلى خشونة مبكرة أو عدم استقرار دائم في المفصل.
تشير التوصيات الطبية إلى أهمية بناء قوة عضلية متوازنة حول الركبة مع التركيز على عضلات الفخذ الأمامية والخلفية، كما يُنصح بعدم تجاهل آلام الركبة المتكررة خاصة إذا صاحَبها تورم أو شعور بعدم الثبات واللجوء إلى الفحص الطبي بدل الاستمرار في النشاط البدني بشكل عشوائي.