ما أفضل وقت لوضع منتجات العناية بالبشرة وفق الساعة البيولوجية للجلد؟

قد تبدو التعليمات المدوّنة على منتجات العناية بالبشرة حول "متى" و"كيف" تُستخدم مجرد تفصيل تسويقي، لكنها في الحقيقة تستند إلى علم دقيق يُعرف بـ "الساعة البيولوجية للجلد". فالبشرة، كباقي أعضاء الجسم، تعمل وفق إيقاع يومي (Circadian Rhythm) يحدد أوقات الحماية والإصلاح. ومواءمة روتينك مع هذا الإيقاع تضمن استفادة قصوى من المنتجات ولمعاناً أكثر استدامة.

أضرار الماء الساخن على البشرةروتين الصباح يحمي البشرة خلال النهار 

1-صباحاً: بناء "الدرع الواقي"

يُعد الصباح وقت الدفاع الأول فخلال النهار تتعرض البشرة للأشعة فوق البنفسجية والتلوث و الإجهاد التأكسدي؛ لذلك ينبغي أن يركز روتين الصباح على تقوية الحاجز الجلدي، مضادات الأكسدة وعلى رأسها فيتامين C تلعب دوراً محورياً في تحييد الجذور الحرة الناتجة عن التعرض للشمس، وفق تقارير علمية منشورة في Harvard Health.

ولا يكتمل هذا الدرع دون واقي الشمس، فقد أظهرت أبحاث في مجلة "Journal of the American Academy of Dermatology" أن الاستخدام اليومي لواقي الشمس يقي من شيخوخة الجلد والتصبغات ويقلل مخاطر أورام الجلد، ويُنصح أيضاً بمرطب خفيف يدعم الحاجز الجلدي ليحافظ على الترطيب طوال اليوم حتى في الأيام الغائمة.

البشرة المعرضة لحب الشبابظهور حب الشباب بسبب تراكم الزيوت الطبيعية والتلوث 

لماذا يزداد لمعان البشرة بعد الظهر؟

مع تقدم النهار، تتراكم الزيوت الطبيعية والعرق وجزيئات التلوث على سطح الجلد، فيبدو أكثر دهنية بحلول منتصف بعد الظهر، هذا التراكم قد يفاقم حب الشباب أو الوردية،وبالتالي يكمن الحل في:

-إعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين خصوصاً تحت الشمس المباشرة.

- تساعد مكونات مهدئة مثل النياسيناميد على خفض الالتهاب وتنظيم إفراز الدهون، ما يحافظ على توازن البشرة ويحد من الاحمرار خلال ساعات الذروة.

ليلاً: وقت الإصلاح العميق للبشرة

ليلاً تدخل البشرة مرحلة الإصلاح المكثف، إذ تشير دراسات منشورة في مجلة " Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology "إلى أن عمليات إصلاح الحمض النووي وتجدد الخلايا واستعادة الحاجز الجلدي تبلغ ذروتها أثناء النوم، لهذا السبب يُعد المساء التوقيت الأمثل لمنتجات العلاج.

الريتينويدات والمقشرات الكيميائية مثل AHAs وBHAs تُستخدم ليلاً؛ لأنها تعزز إنتاج الكولاجين وتحسن الملمس وتدعم التجدد، ورغم فعاليتها قد تسبب تهيجاً في البداية وتزيد حساسية الشمس، ما يجعل تطبيقها مساءً خياراً أكثر أماناً، ومع تقدم الليل تفقد البشرة مزيداً من الرطوبة لذا يُنصح بمرطب غني أو كريم داعم للحاجز لإعادة الترطيب ودعم التعافي.

لماذا التوقيت مهم طبياً؟

المسألة ليست "ماذا" تضعين فقط، بل "متى" تضعينه. توضح الأدلة المنشورة في مجلة "Biomedicine and Pharmacotherapy" أن التئام الجروح وتنظيم الالتهاب يتبعان إيقاعات بيولوجية ثابتة. لذا، فإن توقيت العناية بعد الإجراءات الجلدية (كالتقشير الكيميائي، الليزر، أو الوخز الدقيق) بما يتوافق مع فترات الإصلاح الطبيعية للجسم، قد يحسن سرعة التعافي ويقلل من الآثار الجانبية.

روتين يعمل بتناغم مع الجسم

دعم البشرة نهاراً بالحماية وتغذيتها ليلاً بالإصلاح يجعل المنتجات تعمل بتناغم مع الساعة الداخلية للجلد. 

وحين تغسلين وجهك مساءً أو تضعين كريم الليل فأنتِ تشاركين في تفاعل دقيق مع إيقاع بشرتك، تفاعل يصنع الفارق على المدى الطويل.