تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Annals of Thoracic Surgery إلى أن معدلات اكتشاف أمراض القلب الخَلقية (CHD) قبل الولادة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بمرور الوقت، ما يعزز فرص التدخل المبكر وتحسين النتائج الصحية للمواليد.
أجرت الدراسة الدكتورة إميلي ر. ريبيرو، من جامعة فلوريدا، بالتعاون مع فريق من الباحثين، حيث قاموا بفحص بيانات الأطفال دون عمر 183 يوماً الذين خضعوا لإجراءات علاجية ضمن قاعدة بيانات Society of Thoracic Surgeons Congenital Heart Surgery خلال الفترة من يناير 2006 وحتى يونيو 2023، شملت الدراسة 108,512 مريضاً من 123 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة.
العيوب الخلقية لدى الأطفال
ركز الباحثون على مقارنة معدلات الاكتشاف قبل وبعد إدخال "مناظر تدفق الدم الخارجة" (Outflow Tract Views) في فحوصات الموجات فوق الصوتية الروتينية للحوامل، وأظهرت النتائج أن استخدام هذه التقنية ساعد على زيادة معدلات اكتشاف العيوب التي لم تكن تُرى بوضوح في الفحوصات التقليدية التي تركز على “الغرفة القلبية الأربعة” فقط.
كشفت الدراسة أن معدلات الاكتشاف تراوحت بين 43.6 و56.2% حسب المنطقة في حين اختلفت النسب حسب نوع العيب القلبي حيث تراوحت بين 13.1 و77.1%.
وأوضح الباحثون أن بعض العيوب القلبية مثل تلك التي يمكن رؤيتها فقط عبر مناظر تدفق الدم الخارجة شهدت تحسناً كبيراً في معدلات اكتشافها مقارنة بالماضي.
قال الدكتور جيفري جاكوبس، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة فلوريدا: "رغم التقدم الكبير الذي تحقق ما تزال هناك فروقات واضحة في معدلات التشخيص قبل الولادة بين المناطق المختلفة وكذلك حسب نوع العيب القلبي".
وأضاف أن هذه الفروقات تعكس استمرار التباين في جودة رعاية الحوامل وإمكانية الوصول إلى أحدث تقنيات التشخيص في بعض المناطق.
التفاوتات ما زالت قائمة
تؤكد نتائج الدراسة أهمية تعزيز التدريب على استخدام تقنيات تصوير القلب المتقدمة وتوسيع نطاق توفرها في جميع المناطق لضمان تشخيص أدق وأسرع للعيوب القلبية قبل الولادة، هذا بدوره يمنح الأطباء والأسر وقتاً كافياً لوضع خطط علاجية مناسبة قبل الولادة، ما يساهم في تحسين فرص نجاة الأطفال وجودة حياتهم في المستقبل.