ارتفاع ضغط الدم في الطفولة يزيد خطر الوفاة بأمراض القلب 50%
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن ارتفاع ضغط الدم في سن الطفولة قد يترك آثاراً خطيرة تمتد لعقود، حيث يرتفع خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50% لدى الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم عند سن السابعة مقارنة بنظرائهم الأصحاء.
تفاصيل الدراسة
قُدمت النتائج الأولية في اجتماع جمعية القلب الأمريكية في بالتيمور ونُشرت بالتزامن في مجلة Journal of the American Medical Association، وتعد هذه الدراسة الأولى التي تبحث تأثير كلٍّ من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي في مرحلة الطفولة على خطر الوفاة بأمراض القلب على المدى الطويل، وشملت 38 ألف طفل تم تتبعهم منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حتى عام 2016.
أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الديموغرافية ومؤشر كتلة الجسم للتأكد من أن النتائج مرتبطة بضغط الدم نفسه وليس بوزن الطفل، وبحلول متوسط عمر 54 عاماً سُجلت 2837 حالة وفاة بينها 504 بسبب أمراض القلب وكانت النسبة الأكبر لدى الأطفال الذين كانت قراءات ضغط دمهم ضمن أعلى 10% لفئتهم العمرية والجنسية والطول.
تفاصيل الدراسة
ما هو ضغط الدم لدى الأطفال؟
ضغط الدم الانقباضي هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء انقباض القلب بينما الضغط الانبساطي هو القوة بين النبضات، وتُصنّف القراءات بين 120-129/أقل من 80 كضغط دم مرتفع، أما القيم التي تبلغ 130/80 أو أعلى فتُصنّف كارتفاع ضغط دم أو ما يعرف بفرط الضغط.
النتائج الرئيسية
أظهرت الدراسة أن كلّاً من ارتفاع ضغط الدم وارتفاعه عن المعدل الطبيعي ولو بشكل طفيف ارتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة الناتجة عن أمراض القلب بنسبة تتراوح بين 40% و50%، حتى الأطفال الذين كانت قراءاتهم ضمن الحدود العليا من المعدل الطبيعي واجهوا خطراً أعلى بنسبة 13% إلى 18%، ما يؤكد أهمية الاكتشاف المبكر والتدخل العلاجي.
أهمية المراقبة المبكرة
قالت الباحثة الرئيسية أليكسا فريدمان، أستاذة مساعدة في كلية طب فاينبرغ بجامعة نورث ويسترن: "أدهشنا أن نجد أن ارتفاع ضغط الدم في الطفولة يرتبط بأمراض خطيرة بعد سنوات طويلة"، مضيفاً: "الوقاية تبدأ مبكراً ومعرفة قراءات ضغط دم الطفل أمر بالغ الأهمية لتقليل المخاطر المستقبلية".
أهمية المراقبة المبكرة
البيئة العائلية ليست العامل الوحيد
أظهرت دراسة فرعية شملت 150 زوجاً من الأشقاء أن الأطفال ذوي ضغط الدم المرتفع كانوا أكثر عرضة للوفاة القلبية بنفس الدرجة مقارنة بإخوتهم ذوي القراءات الطبيعية، ما يشير إلى أن العوامل الوراثية أو البيئة الأسرية وحدها لا تفسر العلاقة بين ضغط الدم في الطفولة والوفاة في الكبر.
توصيات الخبراء
علقت الدكتورة بونيتا فولكنر، أستاذة طب الأطفال وطب الباطنة الفخرية بجامعة توماس جيفرسون وخبيرة متطوعة لدى جمعية القلب الأمريكية، بأن هذه النتائج تدعم ضرورة قياس ضغط الدم كجزء أساسي من متابعة صحة القلب لدى الأطفال.
