تُعد عادة تناول الطعام باليدين من الممارسات القديمة التي يتجنبها الأغلبية في الوقت الحالي، لكن الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد أهميتها في دعم صحة الجهاز الهضمي، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل معوية، مع التأكيد على ضرورة غسل اليدين جيداً قبل تناول الوجبات؛ لضمان الحصول على الفوائد الصحية بأمان دون إدخال بكتيريا أو ملوثات ضارة.
أوضح الدكتور كاران راجان، من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، أن تناول الطعام باليدين عادة صحية تشجع على الأكل ببطء ومضغ الطعام جيداً، ما يحسن عملية الهضم ويقلل من حدوث الانتفاخ، إضافةً إلى تحسين وظائف الأمعاء، وفقاً لصحيفة "Times of India".
صحة الجهاز الهضمي
يؤدي استخدام أدوات المائدة إلى تناول الطعام بسرعة، ما يدفع الشخص إلى استهلاك كميات كبيرة قبل الشعور بالشبع، على العكس من ذلك، فإن تناول الطعام باليدين يبطئ عملية الأكل والمضغ، ما يزيد من إنتاج اللعاب الغني بالإنزيمات الضرورية لتكسير الكربوهيدرات، إلى جانب تحفيز إفراز الأحماض المعدية التي تعزز امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة.
وتشير الأبحاث في مجال أمراض الجهاز الهضمي إلى أن الأكل البطيء يدعم إطلاق الإنزيمات الهضمية ويقلل من مشاكل الانتفاخ.
يُعد تناول الطعام باليدين تمريناً طبيعياً للجهاز الهضمي، إذ يساهم في الحفاظ على توازن الميكروبيوم المعوي الصحي، الذي يرتبط بدوره بتحسين كفاءة الجهاز المناعي، وتعزيز الهضم، والصحة العقلية بفضل محور الأمعاء والدماغ.
فوائد إضافية لتناول الطعام باليدين
عند تناول الطعام بأيدي نظيفة، تساعد هذه الممارسة في:
-دعم صحة الأمعاء والتحكم في عملية الهضم.
-قياس درجة حرارة الطعام بشكل طبيعي، حيث إن جلد الأصابع أكثر مقاومة للحرارة من بطانة الفم.
-تعزيز الإدراك الحسي للنكهات عبر دمج حاستي اللمس والشم، ما يساعد الدماغ على استباق عملية الهضم وربط المدخلات الحسية بالعمليات الفسيولوجية في الأمعاء.
وأخيراً، رغم أن تناول الطعام باليدين قد يبدو غير مألوف في العصر الحديث، إلا أن الأدلة العلمية تثبت فوائده الصحية، شرط الالتزام بالنظافة الشخصية لتحقيق أقصى استفادة دون مخاطر.