دراسة: 1 من كل 8 مراهقين يظهرون علامات فقدان السمع

تشير بيانات علمية جديدة إلى أن فقدان السمع بين المراهقين أصبح ظاهرة مقلقة تستدعي تدخلاً عاجلاً، فمع الارتفاع المتواصل في التعرض للضوضاء من أجهزة الاستماع الشخصية، والألعاب الإلكترونية، والحفلات الصاخبة تظهر دلائل متزايدة على تأثير هذه العادات على صحة السمع في سن مبكرة. 

الضوضاء البيضاء ترددات تساعد على النومتأثير الأجهزة الإلكترونية على حاسة السمع 

نسبة مرتفعة من فقدان السمع بين الشباب

كشفت الدراسة المنشورة في "Otolaryngology–Head and Neck Surgery" أن 6.2% من المراهقين يعانون من فقدان سمع عصبي حسّي، و12.9% يُظهرون علامات فقدان محتمل للسمع بسبب الضوضاء بحلول عمر 18 عاماً.

وتستند النتائج إلى "Generation R Study"، وهي واحدة من أضخم دراسات المواليد عالمياً، حيث تابعت 3,347 مراهقاً هولندياً عبر اختبارات سمع معيارية في عمرَي 13 و18 عاماً، وعلى الرغم من ثبات معدلات الانتشار بشكل عام لاحظ الباحثون تدهوراً واضحاً في جودة السمع لدى المراهقين الذين ظهرت لديهم مشكلات مبكرة.

ورم العصب السمعيتدهور تدريجي لحاسة السمع 

تدهور تدريجي لمن يعانون من فقدان تردّدات عالية

أظهرت المتابعة أن المراهقين الذين امتلكوا بالفعل فقداناً في الترددات العالية عند عمر 13 عاماً شهدوا تفاقماً ملحوظاً بحلول سن 18، كما ظهرت زيادة في انتشار الانخفاضات السمعية الثنائية وهي علامات نموذجية لفقدان السمع الناتج عن الضوضاء.

وتوضح الدكتورة ستيفاني رايجيرس، من مركز"Erasmus University Medical Center"، أن الدراسة تشير إلى أن فقدان السمع قد يظل ثابتاً في نسبته، لكنه يزداد سوءاً في شدته، مؤكدة أهمية المتابعة المبكرة لأن التغيرات الطفيفة قد تتحول لاحقاً إلى إعاقة دائمة.

كيف يحدث فقدان السمع الناتج عن الضوضاء؟

يرتبط فقدان السمع المرتبط بالضوضاء بتلف الخلايا الشعرية الدقيقة داخل القوقعة. وهي خلايا لا تمتلك القدرة على التجدد، وعندما تتعرض لمستويات عالية من الصوت سواء مرة واحدة بشكل مفاجئ أو بشكل مستمر تبدأ في فقدان قدرتها على نقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ.

ووفقًا لبيانات "ENThealth.org"، فإن نحو 17% من المراهقين الأميركيين تظهر لديهم بالفعل علامات مبكرة لفقدان السمع الناتج عن الضوضاء وغالباً دون أن يلاحظوا ذلك.

مصادر الضوضاء الخطرة في حياة المراهقين

تصل أجهزة الاستماع الشخصية إلى شدة تقارب 100 ديسيبل، بينما يمكن للهواتف والأجهزة في الولايات المتحدة الوصول إلى 115 ديسيبل، كما تسجّل الحفلات الموسيقية مستويات بين 90 و122 ديسيبل، فيما تُعد الألعاب النارية ومحركات الدراجات النارية والصفارات من أخطر المصادر إذ قد تصل إلى 150 ديسيبل.

ويصبح الضرر محتملاً عند سماع الأصوات المتكررة فوق 85 ديسيبل سواء كان التعرض طويلاً أو متكرراً.

تأثيرات تمتد إلى ما بعد ضعف السمع

لا يتوقف الأمر عند صعوبة السمع فقط، إذ تشير الأبحاث إلى أن فقدان السمع في سن المراهقة قد يؤدي إلى:

-صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي.

-تراجع الأداء الأكاديمي والتطور المعرفي.

-العزلة الاجتماعية وضعف جودة الحياة.

-زيادة احتمالية فقدان السمع المرتبط بالتقدم في العمر مستقبلاً.

وتكون أعراض فقدان السمع الناتج عن الضوضاء خفية في البداية، حيث تتأثر الأصوات عالية التردد أولاً، وقد يسمع المراهق الصوت لكن يجد صعوبة في فهمه خاصة مع وجود ضوضاء محيطة وقد يظهر أيضاً طنين الأذن.

دعوة إلى الوقاية والمتابعة

وضع الباحثون عدة نصائح هي: 

-زيادة الوعي لدى الشباب والأهل بخطورة الضوضاء اليومية.

-تعزيز الوقاية؛ لأنها أكثر فاعلية من العلاج، خاصة أن هذا النوع من فقدان السمع قابل للتجنب.

-اكتشاف المشكلات مبكراً عبر الفحوصات الدورية.

-إطلاق برامج مراقبة سمعية للمراهقين في المدارس والمراكز الطبية.

وتدعو الدراسة إلى مزيد من البحث حول العوامل التي تجعل بعض المراهقين أكثر عرضة للتلف السمعي، إضافة إلى تقييم التأثير التراكمي لمصادر الضوضاء الترفيهية على المدى الطويل.