دراسة تكشف: الرجال يخجلون من الأكل النباتي أمام أصدقائهم

رغم تزايد الوعي البيئي والفوائد الصحية المرتبطة بالأنظمة النباتية؛ كشفت دراسة حديثة من المملكة المتحدة أن العديد من الرجال لا يزالون يشعرون بالخجل أو الضغط عند اختيارهم الطعام النباتي في الأماكن العامة خاصة أثناء تواجدهم مع أصدقائهم الذكور.

ضغط اجتماعي يعيق خياراتهم الغذائية

أظهرت الدراسة، التي نُشرت مقتطفات منها في صحيفة Daily Mail، أن بعض الرجال الذين يلتزمون بنظام نباتي أو نباتي صرف في المنزل يتراجعون عنه عند التفاعل الاجتماعي وخصوصاً في المناسبات الرجالية مثل مباريات كرة القدم أو الخروجات الجماعية.

فوائد النظام النباتي للرجالفوائد النظام النباتي للرجال

تضارب بين القناعات الشخصية والسلوك الاجتماعي

قالت مؤلفة الدراسة، الباحثة إيما رو، إن العديد من المشاركين في البحث عبّروا عن شعورهم بصعوبة الحفاظ على نظامهم الغذائي النباتي عندما يكونون برفقة رجال آخرين، واستعرضت حالة شاب في أواخر العشرينات يصف نفسه بالنباتي لكنه لم يتمكن من مقاومة شطيرة تحتوي على اللحم بعد مباراة كرة قدم أسبوعية مع أصدقائه وذلك نتيجة شعوره بالحرج أو خوفه من التقييم الاجتماعي.

وتضيف "رو": "حتى الرجال الذين لا يحبون اللحم أصلًا أو الذين تلقوا نصيحة طبية لتقليل استهلاكهم للحوم يواجهون صعوبة كبيرة في اختيار الوجبات النباتية في الأماكن العامة وبين أقرانهم من الرجال، وتظهر هذه النتيجة تناقضاً واضحاً بين القناعات الفردية والسلوك الاجتماعي الفعلي مدفوعًا بما يمكن وصفه بـ"الهشاشة الذكورية" أو الخوف من التميّز عن المجموعة".

تأثير الغذاء النباتي على البيئة والصحة

بحسب ما أشارت إليه تقارير علمية عديدة فإن تجنب اللحوم ومنتجات الألبان يُعد أكبر خطوة فردية لتقليل الأثر البيئي، رغم ذلك يبدو أن الصورة النمطية التي تربط تناول اللحوم بالرجولة ما زالت قائمة ما يُصعّب على البعض اتخاذ قرارات غذائية مستنيرة حتى لو كانوا مقتنعين بها.

الباحثون دعوا إلى مراجعة هذه المفاهيم الاجتماعية، مؤكدين أن دعم خيارات الأفراد خصوصاً فيما يتعلق بصحتهم وبيئتهم يجب أن يتجاوز الاعتبارات الثقافية الضيقة أو الضغط الذكوري السائد في بعض السياقات.

فوائد النظام النباتي للرجالتأثير الغذاء النباتي على البيئة والصحة

النظام المرن كحل وسط

وفي ظل هذه التحديات، يرى البعض أن الحل قد يكمن في تبني نظام غذائي مرن أو نباتي جزئي، إذ يسمح هذا النوع من الأنظمة بتقليل استهلاك اللحوم دون التقيّد الكامل وهو ما يمكن أن يكون أكثر قبولاً اجتماعياً وفي الوقت نفسه مفيداً للصحة العامة والبيئة.

ورغم أن الدراسة المذكورة اعتمدت على عينة صغيرة من 20 رجلاً إلا أنها تسلط الضوء على ظاهرة أوسع تتعلق بتأثير المعايير الاجتماعية على القرارات الشخصية حتى تلك المتعلقة بالغذاء.