يشهد العالم اليوم ظاهرة فلكية مبهرة، هي كسوف الشمس، التي تحدث عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، ليلقي بظله على كوكبنا، حيث تتنوع هذه الظاهرة بين الكسوف الكلي، والحلقي، والجزئي، حسب مقدار الحجب الذي يسبقه القمر للشمس، وهي ظاهرة تستمر قرابة 4 ساعات وتتكرر مرتين سنوياً.
وتتطلب متابعة هذا المشهد البديع اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، حيث يحذر الخبراء من النظر المباشر إلى الشمس أثناء فترة الكسوف، حتى ولو لثوانٍ معدودة، لشدة سطوعها التي قد تؤدي إلى تلف دائم في شبكية العين، وهي الجزء المسؤول عن الرؤية، ما يسبب حروقاً شديدة في الشبكية تعرف طبياً باسم "اعتلال الشبكية الشمسي".
جاء هذا التحذير على الموقع الرسمي للوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية (ARPANSA)، ما يؤكد على الخطورة البالغة للنظر مباشرة تجاه الشمس أثناء هذه الظاهرة، والتي تتطلب استخدام وسائل مخصصة وآمنة للمشاهدة.
كسوف الشمس يحدث عندما يمر القمر بين الشمس والأرض
لا يشعر الشخص بأي ألم عند النظر إلى الكسوف، بالرغم من إصابة شبكية العين، ويرجع ذلك إلى أن تلف الشبكية قد لا يظهر إلا بعد ساعات من حدوثه، وقد يكون الضرر مؤقتاً أو دائماً، ويظهر في هيئة فقدان البصر، أو تشوه الرؤية، أو تغير رؤية الألوان.
تختلف مدة النظر إلى الشمس التي قد تُسبب تلفاً للعين من شخص لآخر، ولكن في جميع الحالات لا تتجاوز بضع ثواني، ففي خلال فترة الكسوف الكلي للشمس، تُحجب الشمس بشكل كبير، لذا يضطر البعض إلى التحديق فيها مباشرة، وفي هذه الحالة قد يُصابوا بالعمى، لذا يجب الانتباه والحرص الشديد، والابتعاد تماماً عن رؤية الكسوف، لأنه لا يوجد علاج لاستعادة البصر.
يُعد الأطفال هم الفئة الأكثر عُرضة لمخاطر كسوف الشمس، لأن عيون الصغار تنقل ضوءاً أكثر إلى شبكية العين مقارنة بعيون البالغين، لذا هم الأكثر عرضة للتلف الناتج عن ضوء الشمس.
خطورة النظر إلى كسوف الشمس
يعتقد البعض أنه يُمكن النظر إلى كسوف الشمس بأمان، من خلال استخدام أدوات بصرية، مثل التلسكوبات، أو المناظير، أو الكاميرات، حتى إذا كانوا يرتدون نظارات الكسوف، وهو أمر غير صحيح تماماً، إذ يتطلب الأمر تركيب فلاتر شمسية متخصصة على تلك الأجهزة، لتجنب تلف العين، والأفضل مُتابعة البث المباشر على التلفزيون، أو الإنترنت.