مع التقدم في العمر، لا تظهر آثار الشيخوخة على الجلد أو العظام فقط، بل تمتد أيضاً إلى الأعضاء الداخلية، وفي مقدمتها الرئتان؛ أكثر أعضاء الجسم تأثراً بعوامل البيئة ونمط الحياة، ما يجعل شيخوختها أسرع وأكثر تفاوتاً بين الأشخاص بسبب تأثرها ببعض العوامل. يُقدر العمر البيولوجي للرئتين بناءً على القدرة التنفسية القابلة للقياس، وليس عدد السنوات التي عاشها الشخص، ويعكس هذا العمر كمية الهواء التي تستطيع الرئتان نقلها، ومدى كفاءتهما في الحفاظ على تدفق الهواء أثناء التنفس الطبيعي، بحسب صحيفة "Times of India".
لماذا تشيخ الرئتين أكثر من باقي أعضاء الجسم؟
تشيخ الرئتان أكثر من باقي أعضاء الجسم، بسبب عوامل نمط الحياة، كما تختلف شيخوخة الرئة بشكل كبير بين الأفراد، وتدفع بعض العوامل هياكل الجهاز التنفسي نحو التدهور المبكر، وأبرز هذه العوامل، كالآتي:
-التدخين: يؤدي بشكل مباشر إلى تسريع شيخوخة الرئتين.
-تلوث الهواء: التعرض لفترات طويلة للهواء الملوث الذي يُدخل الجسيمات والمواد المهيجة إلى الرئة؛ مما يؤدي تدريجيًا إلى تلف خلايا بطانة مجرى الهواء، ويُسبب التهابًا مزمنًا.
-دخان التبغ والتدخين السلبي: ينقل مركبات سامة تُضعف آليات إصلاح الأنسجة، وتُقلل من مرونتها داخل الحويصلات الهوائية.
التدخين يؤدي إلى شيخوخة الرئتين
-التهابات الجهاز التنفسي المتكررة: تترك وراءها ندبات خفية أو التهاباً مستمراً؛ مما يحد من كفاءة تبادل الغازات.
-الاختلافات الجينية: تؤثر على الاستجابة المناعية، ونوعية النسيج الضام، والقدرة الطبيعية للجسم على إزالة السموم والملوثات المستنشقة.
-الحالات المزمنة: مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية، التي تحافظ على الضغط الالتهابي المستمر على مجاري الهواء الصغيرة والأنسجة السنخية.
-أنماط النشاط البدني المنخفضة: تُقلل من اللياقة القلبية التنفسية بشكل عام، وتحد من قدرة عضلات الرئة على التكيف في أثناء بذل المجهود.
-العادات الغذائية: تؤثر على مستويات مضادات الأكسدة والالتهابات الجهازية، وكلاهما يؤثر على مرونة الأنسجة على المدى الطويل.
بشكل عام، تُساعد هذه التأثيرات المترابطة في تفسير سبب ظهور علامات الشيخوخة الرئوية المبكرة على بعض الأشخاص، حتى عندما تبدو أجزاء أخرى من الجسم غير متأثرة نسبياً.