مفاجأة علمية: النحافة المفرطة قد تكون أخطر من السمنة على الصحة

في ظل الاعتقاد السائد بأن السمنة تشكل تهديداً صحياً أكبر من النحافة، تكشف الأدلة العلمية الحديثة عن منظور أكثر تعقيداً لهذه العلاقة، فبينما تُعد السمنة عامل خطر معروفاً للإصابة بالأمراض المزمنة، تظهر الدراسات أن النحافة قد تحمل مخاطر صحية لا تقل خطورة، خاصة عندما تكون مفرطة وغير مبررة.

قدمت دراسة حديثة لعام 2025، أجرتها الدكتورة سيغريد بيرج غريبشولت من مركز ستينو للسكري في مستشفى جامعة آرهوس بالدنمارك، رؤى جديدة مثيرة للاهتمام، حيث أشارت النتائج -التي تم عرضها في مؤتمر طبي كبير حول مرض السكري في فيينا- إلى أن النحافة المفرطة قد تكون مرتبطة بمخاطر وفاة أعلى من تلك المرتبطة بزيادة الوزن لدى بعض الفئات السكانية.

واعتمدت الدراسة على تحليل البيانات الصحية لأكثر من 85 ألف شخص في الدنمارك، بمتوسط عمر يبلغ حوالي 66 عاماً، ما يوفر نظرة قيمة على الآثار الصحية الطويلة المدى لاختلاف مؤشرات كتلة الجسم، ويفتح باباً للنقاش حول تعقيد العلاقة بين وزن الجسم والصحة، ويدفعنا لإعادة النظر في المفاهيم التقليدية حول ما يشكل خطراً صحياً حقيقياً، حسب صحيفة The Times of India.

مخاطر جراحات السمنة للمراهقيينالسمنة عامل خطر للإصابة بالأمراض المزمنة

ما هو مؤشر كتلة الجسم؟

مُؤشر كتلة الجسم "BMI" هو رقم يُحسب بناءً على الوزن والطول، لمعرفة ما إذا كان الشخص يُعاني من نقص الوزن، أو الوزن الطبيعي، أو زيادة الوزن، أو السمنة، ويُعتبر مؤشر كتلة الجسم الأقل من 18.5 نحافة، أما المُؤشر الذي يتراوح بين 18.5 لأقل من 25 يُمثل وزناً طبيعياً، والمؤشر الذي يتراوح بين 25 لأقل من 30 يُمثل زيادة في الوزن، أما إذا كان المُؤشر أعلى من الـ30 فيُعتبر سمنة.

ما مخاطر الإصابة بالسمنة؟

أوضحت " سيغريد" أن كلًا من النحافة والسمنة من التحديات الصحية العالمية، إذ تُسبب السمنة خللاً في عملية التمثيل الغذائي بالجسم، وتُؤدي إلى ضعف في الجهاز المناعي، كما تفتح الباب للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافةً إلى احتمالية الإصابة بحوالي 15 نوعاً مختلفاً من الأورام.

المواد الكيميائية الدائمة تعيق نجاح جراحات السمنة لدى المراهقينما مخاطر الإصابة بالسمنة؟

ما تأثير النحافة المفرطة بالصحة؟

يُؤدي نقص الوزن إلى الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، منها سوء التغذية، وضعف في الجهاز المناعي، وقد أشارت الدراسة إلى ما يُسمى بـ"العلاقة السببية العكسية"، أي أن فقدان الوزن يحدث نتيجة الإصابة بالأمراض، خاصة لكبار السن، وللأشخاص الذين يخضعون لفحوصات طبية، أما السمنة تأتي قبل الإصابة بالأمراض المزمنة.

بشكل عام تُعتبر النحافة أخطر من السمنة، لأن الكيلوجرامات الزائدة قد لا تؤذي بشكل كبير، أما النحافة الشديدة تُسبب مشاكل صحية عديدة.