الميكروبات المعدية: هل يمكن أن تنتقل السمنة من شخص لآخر؟

كشفت دراسة حديثة أن بعض أنواع البكتيريا الموجودة في أمعائنا قد لا تبقى محصورة داخل الجسم فقط بل يمكنها البقاء على قيد الحياة خارجه وربما تنتقل من شخص إلى آخر، هذه النتائج تفتح الباب أمام فرضية جديدة تفيد بأن السمنة إلى جانب أمراض أخرى مثل متلازمة القولون العصبي والحساسية قد تكون قابلة للانتقال عبر الكائنات الدقيقة.

دور البكتيريا في صحتنا

لطالما أشارت الدراسات إلى أن توازن البكتيريا في الأمعاء يعدّ عاملاً حاسماً في الحفاظ على الصحة العامة، فالإعلانات التي تروّج للزبادي الغني بالبروبيوتيك لم تكن بعيدة تماماً عن الحقيقة، إذ تؤكد الأبحاث أن اختلال التوازن الميكروبي قد ينعكس سلباً على وظائف الجهاز الهضمي والمناعة، لكن الجديد في الدراسة الأخيرة أن التأثير قد لا يقتصر على ما نتناوله فقط مثل المشروبات الغازية أو الأطعمة الغنية بالسكريات بل قد يمتد إلى كيفية انتقال البكتيريا بين الأفراد.

بكتيريا الأمعاء تكافح سرطان القولون والمستقيمدور البكتيريا في صحتنا

نتائج الدراسة

أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون في Wellcome Trust Sanger Institute أن ثلث الأبواغ البكتيرية، وهي مرحلة من مراحل حياة بعض أنواع البكتيريا، التي ينتجها الجهاز الهضمي لشخص سليم قادرة على النجاة خارج الجسم، هذا الاكتشاف دفع العلماء إلى التساؤل عمّا إذا كانت هذه الأبواغ قابلة للانتقال من إنسان إلى آخر وبالتالي دخول أجسام جديدة والتأثير على التوازن الميكروبي فيها.

ويشير الباحثون إلى أن هذا الاضطراب في بيئة الأمعاء قد يسهم في الإصابة بأمراض مثل السمنة وأمراض الأمعاء وهو ما قد يغيّر فهمنا لطبيعة انتقال بعض الأمراض التي كان يُعتقد سابقاً أنها مرتبطة بالوراثة فقط.

أبعاد علمية جديدة

قال الدكتور تريفور لاولي، الباحث في Sanger Institute: "إن إلقاء الضوء على هذا الجانب المجهول من الميكروبات يحمل انعكاسات واسعة على علم الأحياء وصحتنا، فدراسة ما يُعرف بـ(الجينوم الثاني) أي جينوم الميكروبات التي تعيش في أجسامنا ستزيد بشكل هائل من فهمنا لأساسيات علم الأحياء والعلاقة بين بكتيريا الأمعاء والصحة والمرض".

مخاطر جراحات السمنة للمراهقيينأبعاد علمية جديدة

تساؤلات مجتمعية

رغم أهمية هذه النتائج إلا أنها تثير أيضاً تساؤلات اجتماعية وأخلاقية فإذا ثبت بالفعل أن السمنة يمكن أن تنتقل عبر الميكروبات فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الصور النمطية أو التمييز ضد الأشخاص الذين يعانون من السمنة، لكن في الوقت ذاته يشير الخبراء إلى أن الأدلة الواقعية على انتقال السمنة بين البشر لا تزال محدودة، ما يستدعي المزيد من الأبحاث قبل التوصل إلى استنتاجات قاطعة.