في خطوة نوعية تُعزز مكانة مصر على خريطة الابتكار الطبي العالمي، شهدت البلاد إطلاق منظومة طبية متطورة للكشف المبكر عن أورام الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي، هذا الإنجاز العلمي الملموس يهدف إلى حماية صحة المرأة المصرية عبر توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة، وتصنيف الأورام بدقة عالية إلى حميدة أو غير حميدة، ما يسرع عملية تقديم العلاج المناسب وينقذ الأرواح.
وأطُلقت المنظومة بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال حفلٍ بمستشفى بهية في الشيخ زايد، وتمثل هذه المنظومة ثمرة تعاون مثمر بين مركز الابتكار التطبيقي التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومؤسسة بهية، في إطار استراتيجية الدولة لدمج التكنولوجيا في القطاع الصحي ورفع جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، حسب الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري، على موقع "فيس بوك".
توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة
تقدم المنظومة خدماتها عبر الخطوات المهمة التالية للكشف عن أورام الثدي:
1-تحليل صور الأشعة (الماموجرام): تقديم تشخيص أولي دقيق لتحسين كفاءة ودقة الفحوصات الدورية.
2-توفير العلاج بأسعار مخفضة: لتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية للمرضى.
3-رفع معدلات الشفاء: من خلال الكشف المبكر والدقيق، ما يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح.
تُعد هذه المنظومة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط التي تطوّر محرك ذكاء اصطناعي خاصًا بتحليل أشعة الثدي بدقة تصل إلى 90% ومن المقرر أن يبدأ التطبيق الفعلي للكشف بهذه التقنية في مستشفى بهية بالهرم والشيخ زايد بدءاً من أغسطس الماضي، ما يساهم بشكل مباشر في الحفاظ على صحة المرأة المصرية.
لم يُطور هذا النظام بشكل عشوائي، بل هو نموذج متكامل يجمع بين خبرات أطباء الأشعة، وأخصائيي الأورام، وعلماء البيانات، ومهندسي البرمجيات؛ للوصول إلى أعلى مستوى من الدقة في تحليل الصور، واكتشاف الكتل غير الطبيعية، وتصنيفها.
ما الهدف من ابتكار محرك ذكاء اصطناعي؟
يعمل النظام على بناء قاعدة بيانات مصرية ضخمة تشمل أكثر من 60 ألف صورة لأشعة الثدي، يتم تصنيفها بناءً على نوع الكتل وموقعها وشكلها وكثافتها.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أحمد طنطاوي، المشرف على أعمال مركز الابتكار التطبيقي، إن محرك الذكاء الاصطناعي يُتيح تحليل خصائص الكتل الموجودة في الثدي بدقة غير مسبوقة، للحصول على مؤشرات تنبؤية لمدى خطورتها.
وأوضح أن مؤسسة بهية قامت بالدمج الكامل لنظام الكشف المبكر في بنيتها التقنية الحالية، ما يضمن انسيابية عمله وتوافقه التام مع أنظمة العمل اليومية داخل المؤسسة.