حقنة جديدة قد تُنهي الاعتماد على الستيرويدات عند مرضى الربو الشديد

يبحث الأطباء منذ سنوات عن بدائل آمنة للستيرويدات الفموية التي يعتمد عليها مرضى الربو الشديد يومياً رغم آثارها الجانبية الخطيرة مثل هشاشة العظام والسكري وضعف المناعة، وفي خطوة لافتة كشفت نتائج جديدة أن حقنة Tezspire قد تكون مفتاحاً لتخفيف هذا العبء بعدما أظهرت قدرتها على تقليل جرعات الستيرويد أو الاستغناء عنها في المرضى الذين يعانون من أسوأ درجات المرض.  

يسبب الفيروس التهاب الشعب الهوائية الصغيرة والالتهاب الرئويالتهاب الشعب الهوائية

حقنة تستهدف جذور الالتهاب

المادة الفعالة بالحقنة (Tezepelumab) عبارة عن جسم مضاد يستهدف جزءًا محددًا من الجهاز المناعي المسؤول عن التهاب الشعب الهوائية، ويُعطى مرة كل 4 أسابيع ما يجعله خياراً علاجياً مبسّطاً مقارنة بالأدوية اليومية. 

وتسعى الأوساط البحثية إلى علاجات أكثر أماناً بسبب مشاكل الستيرويدات طويلة المدى؛ لذلك يُنظر إلى Tezspire باعتباره خطوة علاجية مختلفة لأنه لا يحمل نفس المخاطر الصحية.

العمل الليلي يزيد خطر الإصابة بالربو لدى النساء بنسبة 50%التهاب الربو الشديد

نتائج مشجعة ظهرت مبكراً

البيانات الحديثة جاءت من دراسة "WAYFINDER" المنشورة في"The Lancet Respiratory Medicine"، شملت الدراسة مرضى ربو شديد من 68 مركزاً طبياً في 11 دولة وتلقّى جميع المشاركين حقنة Tezspire كل 4 أسابيع لمدة عام كامل.

خلال هذا العام كانت النتائج لافتة إذ أن أكثر من نصف المرضى توقفوا تماماً عن تناول الستيرويدات اليومية دون تدهور في أعراضهم، ثلثا المشاركين توقفوا عن نوبات الربو تماماً، وتظهر تحسّن ملحوظ في الأعراض ووظائف الرئة وجودة الحياة، كما ظهرت التحسينات خلال أول أسبوعين فقط واستمرت حتى نهاية الدراسة.

رأي الخبراء في أهمية الاكتشاف

قال البروفيسور ديفيد جاكسون، من كلية كينجز لندن، إن العلاج يمثل تقدماً مهماً لمرضى الربو الأكثر حدة؛ لأنه أتاح لمعظمهم تقليل الستيرويدات إلى جرعات منخفضة وأكثر من نصفهم استطاع إيقافها كلياً.

وأضاف أن الدواء يخفف أيضاً أعراض الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية المزمن وهو خبر جيد لكثير من المرضى الذين يعانون من مشاكل في المسالك التنفسية العليا والسفلى في الوقت نفسه.

من جهتها، أوضحت الدكتورة سامنثا ووكر، من منظمة "Asthma + Lung UK"، أن Tezspire يقدم دعماً مهماً للمرضى الذين يعانون من آثار جانبية خطيرة بسبب الستيرويدات، مشيراً إلى أن الدراسة دليل قوي على قدرة البحث العلمي على تحسين حياة المرضى رغم نقص التمويل الحالي لأبحاث أمراض الرئة.

نحو مستقبل أكثر أماناً لمرضى الربو

تنضم هذه النتائج إلى سلسلة من الأبحاث في كلية كينجز لندن حول العلاجات البيولوجية، بعد دراسة سابقة أشارت إلى أن جسماً مضاداً آخر (benralizumab) قد يساعد في تقليل احتياج المرضى للعلاج الإضافي خلال نوبات الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.