أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Neurology إلى أن أدوية ضعف الانتصاب قد تقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث استندت الدراسة إلى تحليل السجلات الصحية لنحو 270 ألف رجل تم تشخيصهم بضعف الانتصاب بين عامي 2000 و2017.
كان متوسط عمر الرجال عند التشخيص 58 عاماً وتمت متابعتهم لفترة وسطية قاربت 5 سنوات بعد التشخيص، وأظهرت النتائج أن الرجال الذين تناولوا أيّاً من أدوية ضعف الانتصاب المعروفة باسم PDE5 inhibitors، مثل sildenafil (Viagra)، وtadalafil (Cialis)، وvardenafil، وavanafil (Stendra)، كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مقارنةً بأولئك الذين لم يتناولوا هذه الأدوية.
الفياجرا قد تقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر
يعتقد الباحثون أن لهذه الأدوية تأثيرات محتملة على صحة الدماغ تتجاوز دورها التقليدي في تحسين تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، فقد أظهرت بعض الدراسات أن مثبطات PDE5 يمكن أن تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وهو عامل رئيسي في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية.
كما تشير أبحاث أخرى إلى أن هذه الأدوية قد تقلل من الالتهاب الدماغي المرتبط بتطور مرض الزهايمر وهو مرض تنكسي عصبي يتميز بتراكم بروتينات غير طبيعية تؤدي إلى تراجع الوظائف المعرفية والذاكرة.
كيف يمكن لهذه الأدوية أن تحمي الدماغ؟
رغم أن الدراسة الحالية تظهر فقط وجود ارتباط إحصائي بين استخدام هذه الأدوية وانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر، إلا أنها تتماشى مع نتائج دراسات أخرى كانت قد ألمحت إلى الفوائد المحتملة لمثبطات PDE5 على الدماغ.
ومع ذلك، يشدد الباحثون على أن النتائج لا تعني أن هذه الأدوية يمكن وصفها مباشرة كوسيلة للوقاية من الزهايمر، إذ لا يزال الأمر يتطلب المزيد من التجارب السريرية لفهم العلاقة السببية بدقة ومعرفة ما إذا كانت هذه الأدوية قادرة بالفعل على إبطاء أو منع التدهور المعرفي.
يمثل مرض الزهايمر أحد أبرز التحديات الصحية في العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص ويضع عبئاً ثقيلاً على أنظمة الرعاية الصحية والأسر، أي اكتشاف يشير إلى إمكانية إعادة استخدام أدوية موجودة بالفعل لعلاج أو الوقاية من هذا المرض يشكل فرصة علمية مهمة.
إعادة توظيف الأدوية المعروفة مثل مثبطات PDE5 قد يفتح آفاقاً جديدة للبحث الطبي، خاصةً أن هذه الأدوية متوفرة منذ سنوات ولها ملفات أمان معروفة نسبياً.
لكن الخبراء يحذرون من أن الطريق لا يزال طويلاً قبل اعتماد هذه النتائج في الممارسة الطبية اليومية وأن الخطوة القادمة يجب أن تكون إجراء دراسات أعمق تشمل فحوصات دماغية متقدمة وتجارب إكلينيكية واسعة للتأكد من الفعالية والفوائد المحتملة لهذه الأدوية في مجال الوقاية من الخرف.