أظهرت دراسة حديثة من جامعة كالياري بإيطاليا أن حاسة الشم تلعب دوراً مهماً في اختيار الطعام والتحكم في الوزن وأن ضعف القدرة الشمية قد يرتبط بزيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، نُشرت الدراسة في مجلة Nutrients عام 2022 ضمن العدد الخاص بدور حاسة الشم في استهلاك الغذاء والطاقة والسمنة.
تشارك حاسة الشم في تحديد الاختيارات الغذائية والتحكم في حجم الوجبات عبر ما يُعرف بالاستجابات المرحلية القحفية (cephalic phase responses) التي تجهز الجسم لهضم الطعام وامتصاصه، كما أظهرت الدراسات أن ضعف حاسة الشم قد يؤدي إلى تأخير الشعور بالشبع وزيادة استهلاك الأطعمة عالية الطاقة، ما يساهم في زيادة الوزن.
تُعد السمنة من المشكلات الصحية الكبرى المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع الأورام، وتُعزى أسباب السمنة إلى عوامل متعددة تشمل الوراثة ونمط الحياة وتركيب ميكروبيوم الأمعاء وجودة النوم والعوامل البيئية التي تشجع على الإفراط في استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات.
خلفية البحث
شارك في الدراسة 135 متطوعاً كافاشياً تم تقسيمهم إلى مجموعتين:
المرضى المصابون بالسمنة أو زيادة الوزن (OC): 70 مريضاً بينهم 47 مصابون بالسمنة و23 بزيادة الوزن.
المجموعة الضابطة الأصحاء (HC): 65 شخصاً بوزن طبيعي.
تم قياس حاسة الشم باستخدام اختبار “Sniffin’ Sticks” لتقييم ثلاثة عناصر: العتبة الشمية (T)، التمييز بين الروائح (D)، والتعرف على الروائح (I)، وإجمالي الدرجات (TDI). كما تم حساب مؤشر كتلة الجسم لكل مشارك.
أظهرت النتائج أن المرضى المصابين بالسمنة لديهم انخفاض ملحوظ في القدرة على التمييز والتعرف على الروائح مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، كما أن 66% من الأصحاء تم تصنيفهم على أنهم طبيعيو الشم (normosmic) مقابل 34% فقط من المرضى.
كما وُجدت علاقة عكسية قوية بين مؤشر كتلة الجسم والقدرة الشمية: كلما انخفضت درجات TDI لدى المرضى ارتفع مؤشر كتلة الجسم لديهم، وبالتفصيل أظهر المرضى المصابون بالسمنة انخفاضًا في جميع عناصر اختبار الشم (T، D، I) مقارنةً بمرضى زيادة الوزن والأصحاء.
عند تحليل النتائج حسب الجنس ظهر أن النساء والرجال المصابون بالسمنة لديهم ضعف في التمييز والتعرف على الروائح مقارنة بالمجموعة الضابطة مع علاقة عكسية بين BMI ووظيفة الشم في كلا الجنسين وإن كانت أقوى لدى الرجال.
النساء والرجال المصابون بالسمنة لديهم ضعف في التمييز والتعرف على الروائح
يُعتقد أن التغيرات الأيضية المصاحبة للسمنة بما في ذلك مستويات مرتفعة من الليبتين والأنسولين وانخفاض مستوى الغرلين تؤثر على الخلايا الشمية وتضعف حاسة الشم، هذه التغيرات قد تؤدي إلى تأخير الشعور بالشبع وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة وبالتالي زيادة الوزن.
كما تشير الدراسة إلى أن الأشخاص ذوي وظيفة شم طبيعية (normosmic) يميلون إلى مؤشر كتلة جسم أقل لأنهم لا يحتاجون لتعويض النقص الشمي بالاعتماد على أطعمة أكثر حلاوة ودهوناً.