يشكل الإرهاق النفسي تحدياً صحياً خطيراً يتجاوز مجرد الشعور العابر بالضيق أو الحزن، حيث يظهر على شكل مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المتداخلة التي قد تؤثر بشكل عميق على جودة حياة الفرد، وتشمل هذه الأعراض إرهاقاً مستمراً، واضطرابات في النوم، وصعوبات في التركيز، إضافةً إلى آلام جسدية غير مبررة.
ما يزيد خطورة هذه الحالة هو استمراريتها لفترات طويلة في حال عدم التشخيص المبكر والعلاج المناسب، حيث قد تتطور الأعراض لدرجة تؤثر على الرغبة في الحياة نفسها، لذلك يعد التوجه للطبيب المختص عند ظهور أولى علامات الإرهاق النفسي خطوة حاسمة في منع تدهور الحالة، كما أن اتباع استراتيجيات الوقاية المناسبة يمكن أن يسهم بشكل فعال في الحفاظ على الصحة النفسية قبل الوصول إلى مراحل متقدمة من المعاناة.
وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة كل ما تحتاج معرفته عن الإرهاق النفسي، من حيث الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة به، وكيفية الوقاية من هذه الحالة، نقلاً عن موقع Medical News Today.
أعراض الإرهاق النفسي
تنقسم أعراض الإرهاق النفسي إلى 3 أنواع أو محاور رئيسية، تتمثل في:
-توتر وقلق مستمر دون سبب واضح
-حساسية مفرطة وتفاعل مبالغ فيه (فرحاً أو حزناً) مع المواقف البسيطة
-شعور دائم بالعجز وعدم الجدوى
-إرهاق مزمن وإنهاك نفسي مستمر
-فقدان الحماس والدافعية للأنشطة المعتادة
-نوبات اكتئابية متكررة
-ظهور أفكار انتحارية أو إيذاء الذات
-إعياء جسدي شديد غير مبرر
-اضطرابات النوم (أرق أو فرط نوم)
-آلام جسدية متفرقة (صداع، آلام عضلية) لا تستجيب للمسكنات
-تغيرات في الشهية والوزن
-مشاكل هضمية غير مفسرة
-دوار ودوخة متكررة
-زيادة النزاعات والخلافات مع المحيطين
-صعوبة التركيز وتشتت الانتباه
-تسويف المهام وتراكم المسؤوليات
-انعزال اجتماعي تدريجي
-إهمال المظهر والعناية الشخصية
أعراض طارئة تستدعي التدخل الفوري:
-آلام صدرية حادة بدون سبب عضوي واضح
-خفقان قلب شديد ومفاجئ
-ضبابية ذهنية وضعف القدرة على التفكير
-نوبات هلع أو قلق شديد غير محتمل
-تفاقم الأعراض رغم العلاج الدوائي
-أفكار انتحارية متكررة أو خطط فعلية للإيذاء
تختلف حدة الأعراض ومدتها من شخص لآخر، ويُنصح باستشارة أخصائي الصحة النفسية عند استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين أو عند تأثيرها على الأداء اليومي.
هل يمكن الوقاية من الإرهاق النفسي؟
نعم، يمكن الوقاية من الإرهاق النفسي من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية الفعالة، إلى جانب الاستشارة الطبية عند الحاجة، حيث تتضمن أهم الاستراتيجيات العلمية للوقاية:
-تخصيص أوقات منتظمة للترفيه والاسترخاء
-تغيير البيئة المحيطة بين الحين والآخر
-تجنب تعدد المهام والتركيز على إنجاز مهمة واحدة كل مرة
-ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (30 دقيقة يومياً)
-اتباع نظام غذائي متوازن غني بالمغذيات الأساسية
-الحفاظ على نمط نوم صحي (7-8 ساعات ليلاً)
-العمل ضمن فريق لتحقيق الأهداف
-بناء شبكة دعم اجتماعي قوية
-مشاركة المشاعر مع أشخاص موثوق بهم
-تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء
-ممارسة التأمل أو اليقظة الذهنية
-تخصيص وقت يومي للهوايات الممتعة
وأخيراً، الوقاية من الإرهاق النفسي تتطلب التزاماً مستمراً بهذه الممارسات، حيث تعمل معاً على تعزيز المرونة النفسية وبناء قدرة أكبر على مواجهة ضغوط الحياة اليومية.