أظهر تقرير حديث صادر عن (Canadian Men’s Health Foundation CMHF) أن غالبية الرجال العاملين يعانون من ضغوط مهنية شديدة قد تقودهم إلى مشاكل صحية خطيرة بل وحتى إلى الوفاة المبكرة.
كشفت الدراسة، التي استهدفت رجالاً كنديين في سن العمل، أن 81% من المشاركين يعتبرون عملهم مصدراً أساسياً للتوتر، بينما أقر 60% منهم بأن القلق الناتج عن الوظيفة يؤثر على نومهم بشكل سلبي.
كما تؤكد الدراسة، أن النوم ليس مجرد رفاهية بل عنصر حيوي يؤثر على التفكير الإبداعي وحل المشكلات والقدرة على التعلم؛ لذا فإن فقدانه بشكل متكرر يشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة.
النوم ليس مجرد رفاهية بل عنصر حيوي يؤثر على التفكير الإبداعي
أشار الدكتور لاري غولدنبرغ، رئيس CMHF، إلى أن كثيراً من الرجال لا يدركون حجم التأثير السلبي لعاداتهم اليومية من التغذية السيئة إلى اضطرابات النوم، مضيفاً: "العديد من الرجال لا يدركون أنهم غير صحيين".
ويبدو أن غياب الوعي يمثل جزءاً من المشكلة، حيث تتراكم السلوكيات المضرة لتتحول إلى نمط حياة لا يُنتبه لخطورته إلا بعد فوات الأوان.
الدراسة كشفت عن أرقام مقلقة تتعلق بعدد ساعات العمل غير المنضبط، نحو 60% من الرجال قالوا إنهم يواصلون العمل حتى أثناء المرض، بينما يتخطى 61% فترات الراحة مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، أما 29% منهم فأفادوا بأنهم يتجاهلون الاستراحات 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، الأمر لا يقتصر على أيام العمل العادية فقد أقر 30% من المشاركين بأنهم يعملون خلال الإجازات.
وعلّق وين هارتريك رئيس المؤسسة: "هذه الساعات الإضافية لا تزيد فقط من مستوى التوتر لديهم بل إن انخفاض وقت الراحة أو الترفيه يمنع الرجال من الحصول على فرص للاسترخاء والتخلص من الضغط".
العمل حتى في المرض والإجازة
ما يقرب من نصف الرجال المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم يتخطون وجبة واحدة على الأقل خلال العمل مرة في الأسبوع في حين أن نحو خمسهم أفادوا بأنهم يتجاهلون الوجبات 3 مرات أو أكثر أسبوعياً، هذه العادة -بحسب الدراسة- تزيد من معدلات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسمنة، والاكتئاب، وانخفاض هرمون التستوستيرون، ومشاكل في الأداء الجنسي.
تجاهل الوجبات يزيد من خطر السمنة الاكتئاب
في مواجهة هذه الأزمة توصي الدراسة بعدة خطوات بسيطة لكنها فعّالة، من بينها شرب 3 إلى 5 أكواب من الماء يومياً خلال العمل والقيام بجولات قصيرة من المشي أثناء المكالمات والابتعاد عن شاشات الحاسوب كلما أمكن، كذلك تنصح الدراسة بتقليل تناول السكر، والملح، والوجبات السريعة، وتأخير شرب القهوة إلى ما بعد الثالثة مساءً.
الرسالة التي حاولت دراسة CMHF إيصالها واضحة: لا ينبغي أن تكون الوظيفة أهم من الصحة حتى لو بدا الأمر صعباً في البداية، أكثر من 1000 رجل شاركوا في هذا الاستطلاع وربما يحتاج كثيرون منهم ومن غيرهم إلى التوقف لحظة وإعادة النظر في أولوياتهم اليومية.