دراسة جديدة: لقاح الحزام الناري يبطئ الخرف

لم يعد لقاح الحزام الناري مجرد وسيلة للوقاية من طفح جلدي مؤلم بل تشير دلائل علمية متزايدة إلى أنه قد يحمل فوائد أبعد تمتد إلى حماية الدماغ مع التقدم في العمر.  ففي وقت يتزايد فيه القلق العالمي من الخرف واضطرابات الذاكرة يفتح هذا اللقاح باباً جديداً للنقاش حول دور المناعة في صحة المخ.

جدري الماءالحزام الناري ينتج عن نشاط جدري الماء الكامن

ما وراء الوقاية التقليدية من الحزام الناري

الحزام الناري ينتج عن إعادة تنشيط فيروس جدري الماء الكامن في الجهاز العصبي منذ الطفولة ورغم أن اللقاح صُمم أساساً لمنع هذا التنشيط المؤلم، إلا أن باحثين لاحظوا أن تأثيره قد لا يقتصر على الجلد والأعصاب الطرفية بل قد يصل إلى الوظائف المعرفية نفسها.

دلائل من بيانات سكانية واسعة

اعتمد باحثون على سجلات صحية لأكثر من 282 ألف شخص مسن في ويلز حيث أُطلق برنامج تطعيم الحزام الناري عام 2013. المثير أن شروط الأهلية خلقت مقارنة شبه طبيعية بين مجموعتين متقاربتين في العمر ، لكن مختلفتين في تلقي اللقاح ما أتاح تحليلاً دقيقاً للنتائج على المدى الطويل.

7 عادات سلبية تسبب شيخوخة الدماغ وتدهور الذاكرةتأثير لقاح الحزام الناري على الذاكرة 

الدراسة في سياقها العلمي

نُشرت النتائج في مجلة "Cell"، وأظهرت أن البالغين الذين تلقوا لقاح الحزام الناري كانوا أقل عرضة للإصابة باضطرابات مبكرة في الذاكرة والتفكير، كما ارتبط التطعيم بين من يعيشون بالفعل مع الخرف بانخفاض ملحوظ في خطر الوفاة المرتبطة بالمرض. هذا يعني أن اللقاح قد يحمل إمكانات وقائية وعلاجية في آن واحد وليس مجرد درع استباقي.

أرقام لافتة حول لقاح الحزام الناري

التحليل الموسّع كشف أن الأشخاص الذين لم تكن لديهم مشكلات معرفية سابقة وانخرطوا في التطعيم سجّلوا انخفاضاً في خطر الإصابة بضعف إدراكي خفيف خلال 9 سنوات، أما لدى المصابين بالخرف فارتبط التطعيم بانخفاض كبير في احتمال الوفاة المرتبطة بالمرض خلال الفترة نفسها، وكما في تحليلات سابقة بدت الفوائد أوضح لدى النساء.

لماذا قد يحمي اللقاح الدماغ؟

لا يزال "السبب" قيد البحث، لكن هناك فرضيتين بارزتين، الأولى تتعلق بالالتهاب العصبي: فحتى في حالة خمول الفيروس قد يثير نشاطاً مناعياً مزمناً، والالتهاب عامل محوري في تطور الخرف .

منع إعادة التنشيط قد يخفف هذا العبء الالتهابي، والثانية تتعلق بتقوية المناعة عموماً فاللقاحات لا تولّد أجساماً مضادة فحسب بل تعزّز جاهزية الجهاز المناعي ومعروف أن العدوى المتكررة ترتبط بزيادة خطر الخرف.

آراء خبراء: تفاؤل حذر

يرى مختصون في العلوم السلوكية أن النتائج مشجعة وتضاف إلى نصائح نمط الحياة المعروفة لصحة الدماغ مثل الحركة والتواصل الاجتماعي والشعور بالهدف، في المقابل يشدد أطباء أعصاب على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات قبل اعتبار التطعيم وسيلة مباشرة لتقليل خطر الخرف، مؤكدين أن الدليل قوي لكنه لا يجيب بعد عن كل الأسئلة.