أصبح مصطلح "Crashing Out" رائجاً على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً وغالباً ما يُستخدم لوصف لحظات من فقدان السيطرة التام نتيجة لـ ضغط نفسي شديد، من الاستقالة المفاجئة من العمل إلى الانفجار في نوبة غضب أو ارتكاب تصرفات متهورة تشير هذه العبارة إلى انهيار عاطفي مفاجئ قد تكون له عواقب خطيرة.
ورغم الطابع الساخر الذي يُستخدم فيه هذا التعبير أحياناً إلا أن الانهيار العاطفي يُعد مؤشراً مهماً على أزمات نفسية أعمق مثل الإرهاق المزمن أو القلق أو الاكتئاب غير المعالَج، حسب "Newport Institute".
الإرهاق النفسي عملية تدريجية من استنزاف الموارد العاطفية والذهنية بينما يُمثل الانهيار نقطة الغليان التي تنفجر فيها تلك الضغوط بشكل مفاجئ وغير محسوب، ويحدث ذلك عادة نتيجة التعرّض لمزيج من الضغوط الأكاديمية والمالية والأسرية والاجتماعية وحتى السياسية خاصة بين الأجيال الشابة مثل جيل الألفية و"جيل زد".
الفرق بين الإرهاق والانهيار
لتفادي الوصول إلى مرحلة الانفجار من الضروري الانتباه إلى العلامات التالية:
نوبات غضب مفاجئة أو انفعالات مفرطة
التوتر المستمر واليقظة الزائدة
أفكار متسارعة أو سلوكيات متهورة
خدر عاطفي يعقبه انفجار شعوري
الإفراط في الالتزامات مع الشعور بوجوب القيام بكل شيء بمفردك
اضطرابات في النوم أو استيقاظ دائم مع الإرهاق
صدمات نفسية غير معالجة تطفو إلى السطح
شعور دائم بالتشاؤم أو الخطر الوشيك
اللجوء إلى المخدرات أو اضطرابات الأكل كآلية هروب
غياب الأنشطة الاجتماعية أو العاطفية الإيجابية عن يومك
إذا كنت تعاني من فقدان السيطرة العاطفية بشكل متكرر أو تميل إلى سلوكيات خطرة أو مؤذية فالوصول إلى الدعم المهني ضرورة، الدعم النفسي يمكن أن يصنع فرقاً جذرياً بين الانهيار المستمر وبدء رحلة التعافي.
استراتيجيات لتفادي الانهيار
تبدأ الوقاية بالوعي لذا راقب إشارات جسمك وانفعالاتك هل تشعر برغبة في البكاء؟ هل قبضتك مشدودة؟ هل تنفّسك سطحي؟ هذه إشارات للانتباه.
جرب ما يلي:
التمهل قبل الرد: خذ نفساً عميقاً أو ركز على شيء تلمسه لترسيخ نفسك في اللحظة.
تفريغ الغضب بشكل آمن: الرقص الغاضب، الصراخ في الوسادة، أو شدّ وإرخاء العضلات تساعد في تصريف التوتر.
كتابة كل ما يدور بذهنك: خصص 20 دقيقة لكتابة غير منقّحة لما يزعجك ثم مارس نشاطاً مهدئاً.
وضع حدود صغيرة: قل "لا" لحدث واحد على الأقل في الأسبوع هذا يُقلل من التراكم العاطفي.
الدراسة، ضغوط العمل، أزمة المناخ، الحروب، التمييز، وحتى المقارنات المستمرة على السوشيال ميديا كلها عوامل تضغط على الجيل الحالي، ولا يملك الجميع الأدوات اللازمة للتعامل مع هذه الضغوط، ما يجعل الانهيار احتمالًا قائماً إذا لم يتم التدخل مبكراً.