كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "JAMA Internal Medicine" عن زيادة بنسبة 64% في عدد الأمهات اللاتي أبلغن عن تدهور صحتهن النفسية مقارنة بالأرقام المسجلة قبل 10 أعوام، وبيّنت الدراسة التي شملت نحو 200 ألف أم لأطفال تتراوح أعمارهم بين الولادة و17 عاماً، أن نسبة الأمهات اللاتي وصفن صحتهن النفسية بأنها "ممتازة" تراجعت من 38% إلى 26%.
وقالت نيكول تايلور، الطبيبة النفسية المتخصصة في فترة ما حول الولادة وعضو مجلس المراجعة الطبية في منصة What to Expect: "تدعم هذه الدراسة ما أراه في الممارسة اليومية وما تعيشه الأمهات فعلياً، الأمومة مرهقة وتؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية".
الصحة النفسية للأمهات الجدد
تشير الدراسة إلى أن الأم الجديدة تواجه تحديات متداخلة تشمل انخفاض مستويات الهرمونات والعزلة والتحول السريع في الهوية وقلة الدعم، ويؤكد الخبراء أن هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة صعبة تؤدي إلى اضطرابات نفسية شائعة يجب الاعتراف بها بوصفها جزءاً من التجربة وليس عيباً شخصياً.
وفي دراسة بعنوان Motherhood Matrix Study أجرتها منصة What to Expect في أكتوبر 2022، وشارك فيها 3232 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و54 عاماً أفادت 75% من الأمهات بأنهن لا يشعرن بوجود دعم كافٍ.
من أجل تخفيف العبء النفسي عن الأمهات الجدد ينصح الخبراء بعدة خطوات عملية يمكن أن تكون ذات أثر إيجابي ملموس على الحالة النفسية:
خطوات عملية لتحسين الحالة النفسية
المشي اليومي من أبسط الوسائل التي تُحسن المزاج وتقلل التوتر؛ لذا فإنه بمجرد القدرة الجسدية يُنصح بالخروج من المنزل مع الطفل باستخدام الحمالة أو عربة الأطفال، والتفاعل مع الطبيعة والحركة الجسدية يساهمان في تحسين الطاقة وتقليل الشعور بالإرهاق.
دعوة الأصدقاء أو الأقارب لزيارة الأم الجديدة قد يمنحها دفعة نفسية قوية؛ لذا فإن التواجد مع بالغين آخرين يساعد في تخفيف العزلة، كما أن مشاركة رعاية الطفل حتى لفترة قصيرة تُعطي الأم فرصة للراحة واستعادة النشاط.
الانخراط في المجتمع من جديد حتى ولو عبر زيارة لمكان بسيط مثل متجر أو مقهى يعيد للأم ثقتها في قدرتها على الحركة والحياة مع طفلها ويقلل من شعورها بالعزلة والانفصال عن نمط حياتها السابق.
ينصح بممارسة نشاط واحد يومياً يربط الأم بذاتها ما قبل الأمومة سواء بوضع مساحيق التجميل أو شرب القهوة أو متابعة برنامج مفضل أثناء أداء المهام المنزلية، حيث إن الحفاظ على هوية الأم قبل الإنجاب يساعد في تقوية التوازن النفسي وسط التغيرات الجديدة.
يُنصح بالاهتمام بالنفس وتخصيص وقت للذات
أكدت الدكتورة تايلور أن مقدمي الرعاية الصحية مثل أطباء الأطفال وأطباء النساء والممارسين العامين يحتاجون إلى تدريب إضافي للكشف المبكر عن أعراض الاضطرابات النفسية بعد الولادة، وتوفير الدعم المناسب من خلال ربط الأمهات بمصادر مساعدة متخصصة.
كما دعت إلى استثمار نتائج الدراسات مثل المنشورة في JAMA لتعزيز الوعي وتحقيق تغييرات تشريعية تضمن وصول جميع الأمهات إلى خدمات الصحة النفسية.