الوحدة تزيد الاكتئاب 5 أضعاف.. وتسرق 16 يوما من صحتك شهريا
الوحدة تزيد الاكتئاب 5 أضعاف
كشفت دراسة جديدة أن الشعور الدائم بالوحدة يُضاعف خطر الإصابة بـ الاكتئاب ويؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية، ووفقاً للدراسة التي نُشرت في 9 يوليو في مجلة PLOS One فإن نصف الأشخاص الذين أفادوا بشعورهم المستمر بالوحدة (50%) يعانون من اكتئاب سريري مقارنةً بـ10% فقط من الأشخاص الذين قالوا إنهم لا يشعرون بالوحدة على الإطلاق.
نتائج الدراسة
أظهرت نتائج الدراسة أن أولئك الذين يعانون من الوحدة المزمنة يمرون بعدد أكبر من الأيام التي تتدهور فيها صحتهم النفسية أو الجسدية.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور أولواسغون أكينييمي، الباحث البارز في كلية الطب بجامعة هوارد بواشنطن العاصمة: "الأشخاص الذين شعروا بالوحدة بشكل دائم كانوا أكثر عرضة لخطر الاكتئاب بمقدار خمسة أضعاف، وعانوا من 11 يوماً إضافياً من تراجع الصحة النفسية، و5 أيام أخرى من تدهور الحالة الجسدية شهرياً، مقارنةً بمن لم يشعروا بالوحدة أبداً".
وأضاف فريقه: "الوحدة ليست مجرد حالة عاطفية بل لها عواقب قابلة للقياس على كل من الصحة النفسية والجسدية، ومعالجة الوحدة قد تكون أولوية صحية عامة للحد من الاكتئاب وتحسين جودة الحياة بشكل عام".
الأشخاص الذين شعروا بالوحدة بشكل دائم كانوا أكثر عرضة لخطر الاكتئاب
بيانات من أكثر من 47 ألف مشارك
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات تم جمعها بين عامي 2016 و2023 ضمن مسح حكومي سنوي حول مخاطر الصحة، وشمل أكثر من 47 ألف شخص.
أفاد أكثر من 80% من المشاركين أنهم يشعرون بدرجة من درجات الوحدة لكن أولئك الذين كانوا أكثر وحدةً أظهروا تدهوراً أكبر في صحتهم النفسية والجسدية.
وجاء في نتائج الدراسة: "ما كان لافتًا بشكل خاص هو مدى تأثير الوحدة على جميع جوانب الصحة وهو ما يبرز الحاجة العاجلة لمعالجة هذه الأزمة الخفية".
تأثيرات مختلفة حسب الفئات
وجد الباحثون أن بعض الفئات كانت أكثر تأثرًا بالوحدة من غيرها، فعلى سبيل المثال النساء كنّ أكثر عرضة للاكتئاب وتراجع الصحة النفسية مقارنة بالرجال بغض النظر عن درجة شعورهن بالوحدة.
وقال أكينييمي: "الشباب والنساء والعاطلون عن العمل وأصحاب المستويات التعليمية المنخفضة كانوا أكثر عرضة للشعور بالوحدة، هذه المشكلة لا تقتصر على كبار السن فقط بل تمتد عبر جميع الفئات العمرية والخلفيات الاجتماعية".
لماذا تؤثر الوحدة على الصحة؟
لماذا تؤثر الوحدة على الصحة؟
يفترض الباحثون أن الوحدة قد تُفعّل نظام الاستجابة للضغط النفسي في الجسم المعروف بـ"الكرّ أو الفرّ" أو قد تؤثر على توازن المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.
وجاء في الدراسة: "هذه التغيرات العصبية الكيميائية إلى جانب الأثر النفسي الناتج عن الإحساس بالعزلة الاجتماعية قد تُضاعف من خطر ظهور أعراض الاكتئاب".
ودعا الباحثون إلى إجراء دراسات مستقبلية لاستكشاف ما إذا كان الحد من شعور الشخص بالوحدة قد يُحسن صحته الجسدية والنفسية.
إلا أن أكينييمي حذر من أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الوحدة لا يسعون لطلب المساعدة من تلقاء أنفسهم، قائلاً: "الاعتراف بالوحدة قد يُنظر إليه على أنه ضعف أو فشل اجتماعي وهو ما قد يمنع الأشخاص من طلب المساعدة، هذا الصمت قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية ويؤخر التدخلات التي يمكن أن تقي من الأضرار طويلة المدى".
