في ظل الانتشار الواسع لاستخدام حبوب منع الحمل الفموية المركبة، تتصاعد التحذيرات الطبية بشأن مخاطرها المحتملة، خاصةً بعد تأكيد الوكالة الدولية لبحوث الأورام (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية على ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالأورام الخبيثة في بعض الحالات، ما يستدعي التوعية الدقيقة بآثارها الجانبية، وضوابط استخدامها الآمن.
وتنقسم حبوب منع الحمل الفموية إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الحبوب المركبة (الإستروجين والبروجستيرون) وهي الأكثر شيوعاً، خاصة في الولايات المتحدة، وحبوب البروجستيرون المفرد، والحبوب ذات الاستخدام الممتد أو المستمر (التي تُتناول دون فترات راحة).
وعلى الرغم من فعاليتها في منع الحمل، فإن الآثار الجانبية المحتملة -ومنها ما يتعلق بالصحة الهرمونية والأورام- تفرض مراجعةً دقيقةً للمخاطر مقابل الفوائد، خاصةً مع تباين استجابة الأجسام لها، حسب مجلة Newsweek.
الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل
لا تقتصر فوائد حبوب منع الحمل على منع الحمل فحسب، بل تُستخدم أيضاً في علاج العديد من الحالات الطبية لتأثيرها الهرموني الفعّال، ومن أبرز الاستخدامات العلاجية لهذه الحبوب:
-علاج فقر الدم الناجم عن غزارة الطمث: حيث تعمل على تقليل كمية النزيف أثناء الدورة الشهرية.
-التخفيف من آلام بطانة الرحم المهاجرة: تُعد هذه الحبوب من المسكنات الفعّالة لهذه الحالة المؤلمة.
-علاج حب الشباب: خاصةً الأنواع المرتبطة بالاضطرابات الهرمونية.
-تنظيم الاضطرابات الهرمونية: التي قد تسبب مشاكل صحية متنوعة.
وفقاً لتصنيف الوكالة الدولية لبحوث الأورام الصادر عام 2008، قد تزيد حبوب منع الحمل المركبة من خطر الإصابة ببعض أنواع الأورام، ومنها: أورام الثدي (خاصة الورم الغزوي)، وأورام عنق الرحم الموضعية، وأورام الكبد، وتختلف درجة الخطورة حسب عوامل مثل: مدة الاستخدام، والجرعة، والعمر عند البدء بالاستخدام.
ورغم أن الأدلة الحالية لا تكفي لإثبات علاقة هذه الحبوب بأورام: بطانة الرحم، والمبيض، والمستقيم، والقولون، أظهرت بعض الدراسات أن وسائل منع الحمل المركبة قد تقلل من خطر الإصابة بأورام بطانة الرحم والمبيض في حالات معينة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور دانيال جروسمان، أستاذ التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب، ومدير برنامج تطوير المعايير الجديدة في الصحة الإنجابية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن الأدلة الحديثة تشير إلى زيادة طفيفة في خطر سرطان الثدي مع استخدام حبوب منع الحمل، وهذه الزيادة تكون محدودة وتقل تدريجياً بعد التوقف عن الاستخدام، لذا يجب موازنة هذه المخاطر مع الفوائد المعروفة لهذه الوسائل.
علاقة حبوب منع الحمل المركبة بالإصابة بالأورام الخبيثة
أوضحت الدكتورة إليانور شوارتز، الأستاذة في معهد فيليب آر لي لدراسات السياسات الصحية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن عبوات وسائل منع الحمل الهرمونية تحتوي على تحذيرات واضحة بشأن مخاطرها المحتملة، وتأتي هذه التحذيرات في إطار التوعية بمخاطر هذه الوسائل، مع الإشارة إلى أن هذه المخاطر تظل أقل بكثير مقارنةً بالمخاطر الصحية الناتجة عن التدخين والتي قد تصل إلى الوفاة.
وفي هذا الصدد، تنصح الدكتورة شوارتز بضرورة تناول وسائل منع الحمل الهرمونية تحت إشراف طبي دقيق، ومراعاة استبدالها بوسائل أخرى أكثر أماناً عند وجود مخاطر صحية.