شهدت اللياقة البدنية للشباب في الولايات المتحدة تراجعاً ملحوظاً خلال المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19، حيث أوضحت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "JAMA Network Open"، أن هذه الفترة كانت مصحوبة بانخفاض في اللياقة القلبية التنفسية (CRF) واللياقة العضلية الهيكلية (MSF) بين الطلاب.
أجرى الدراسة فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة أنجيلكا بافلوفيتش؛ من مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس التقنية في دالاس، واستندوا إلى تحليل بيانات مستمدة من دراسة طولية شملت مدارس أمريكية قامت بالإبلاغ عن مؤشرات اللياقة البدنية للطلاب مرة واحدة على الأقل خلال الفترة الممتدة من خريف 2020 إلى خريف 2021، ومرة واحدة على الأقل قبل أو بعد هذه الفترة.
تراجع واضح في مؤشرات اللياقة البدنية
شملت العينة 264 مدرسة موزعة على 21 ولاية وبلغ عدد الطلاب الذين خضعوا للتقييم 152,094 طالبًا وطالبة، ووجد الباحثون أن احتمالية وصول الطلاب إلى "منطقة اللياقة الصحية" (HFZ) في كل من اللياقة القلبية التنفسية واللياقة العضلية الهيكلية كانت أقل بشكل ملحوظ خلال فترة الجائحة مقارنة بالفترتين السابقة واللاحقة لها، حيث بلغت نسب الاحتمال 0.72 و0.82 على التوالي.
كما أظهرت النتائج أن متوسط اللياقة القلبية التنفسية انخفض خلال الجائحة بمقدار 0.55 مليلتر/كيلوجرام/دقيقة لدى الفتيات و0.86 لدى الفتيان بعد إجراء التعديلات الإحصائية اللازمة.
وفي عينة فرعية شملت 116 مدرسة؛ درس الباحثون العلاقة بين بيئة التعليم (حضوري مقابل تعليم عن بُعد أو مختلط) ومستوى اللياقة، وتبين أن احتمالية تحقيق الطلاب لمؤشر CRF HFZ كانت أعلى لدى أولئك الذين تلقوا تعليماً عن بُعد أو مختلطاً لفترة تراوحت بين 15 إلى 22 أسبوعاً مقارنة بمن خضعوا لهذه الأنماط التعليمية لفترات أقصر.
التعليم عن بعد وتأثيره المتفاوت
قال المؤلفون في نص الدراسة: "في حال وقوع أحداث كارثية عالمية مستقبلية مثل الأوبئة أو الحروب ينبغي للعاملين في القطاع الصحي والمعلمين وأولياء الأمور أن يكون لديهم خطط جاهزة تهدف إلى الحفاظ على اللياقة البدنية لدى الشباب الأمر الذي من المرجح أن يُسهم في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية وكذلك استمرارية التحصيل الدراسي".
وقد أشار الباحثون إلى أهمية هذه النتائج في تسليط الضوء على آثار الجائحة على الصحة العامة للأطفال والمراهقين، داعين إلى اتخاذ إجراءات استباقية في حالات الطوارئ المستقبلية.