توصلت دراسة رائدة أجراها Imperial College London إلى أن حقن هرمون يُعرف باسم kisspeptin يمكن أن تُعيد إشعال الرغبة الجنسية لدى الرجال، ما دفع الباحثين إلى إطلاق اسم "الفياجرا الذهنية" على هذا العلاج المحتمل، ووفقاً لما أظهرته نتائج الدراسة فإن هذا الهرمون قد يعالج حالات ضعف الانتصاب واضطرابات الرغبة الجنسية بشكل مختلف كلياً عن العلاجات التقليدية المعتمدة على التأثير الجسدي المباشر.
كيسبيبتين هو هرمون يُعرف بدوره في بدء سن البلوغ كما يوجد بشكل طبيعي في الشوكولاتة وخاصة تلك المصنعة في مدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا حيث تم اكتشافه لأول مرة في منتصف التسعينيات وسُمي على اسم شوكولاتة "Hershey’s Kisses"، يُعتقد أن لهذا الهرمون دوراً في تعزيز إنتاج هرمون التستوستيرون الذي يُعرف بأنه المسؤول عن الرغبة والانتصاب لدى الرجال.
ما هو كيسبيبتين؟
شملت الدراسة 29 رجلاً سليماً حيث تم حقنهم بهرمون كيسبيبتين ثم خضعوا لتصوير دماغي أثناء عرض صور لأزواج في أوضاع جنسية وغير جنسية، وأظهرت نتائج المسح الدماغي نشاطاً ملحوظاً في المناطق المسؤولة عن الرغبة الجنسية والعاطفية لدى الرجال الذين تلقوا الحقن، في حين لم تُسجل أي استجابة مماثلة لدى من حصلوا على العلاج الوهمي (Placebo) حتى عند عرض صور "علمية" ذات طابع مثير.
صرح البروفيسور وولجيت دهيلو، المشرف على الدراسة، لصحيفة Daily Mail قائلًا: "النتائج الأولية التي توصلنا إليها فريدة ومثيرة فهي تشير إلى أن كيسبيبتين يمكن أن يُحفز بعض المشاعر والاستجابات المرتبطة بالجنس والتكاثر، هدفنا النهائي هو التحقق مما إذا كان هذا الهرمون قادراً على علاج الاضطرابات النفسية الجنسية ومساعدة عدد كبير من الأزواج الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب".
نتائج مبشرة من الدراسة البريطانية
تأتي هذه النتائج في وقت يعاني فيه ملايين الرجال حول العالم من مشاكل جنسية تؤثر على جودة حياتهم وغالبًا ما تبقى طي الكتمان، فبحسب دراسة أجريت في New York-Presbyterian Hospital فإن نحو 30 مليون رجل في الولايات المتحدة يعانون من ضعف الانتصاب ويُعاني 65% منهم من صعوبة في الوصول للنشوة.
وبينما لا تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث قبل اعتماد كيسبيبتين كعلاج معتمد فإن احتمالية توفر "فياجرا ذهنية" تُركّز على الجوانب النفسية والعاطفية للجنس تمنح أملاً جديداً للرجال خاصة أولئك الذين يعانون من انخفاض الرغبة دون أسباب جسدية واضحة.