كشفت دراسة جديدة -نُشرت في مجلة "JAMA Network Open"- أن حبوب الإفطار التي يستهلكها ملايين الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة أصبحت تحتوي على كميات متزايدة من السكر والدهون والملح مقارنةً بعقد سابق، ما يقلل من قيمتها الغذائية، بعد تحليل بيانات 1,200 نوع من الحبوب الجديدة أو المعاد صياغتها بين عامي 2010 و2023.
وأظهرت الدراسة أن الدهون الإجمالية في حبوب الإفطار زادت بنسبة 34% والملح (الصوديوم) بنسبة 32% والسكريات بنحو 11% لكل حصة بينما انخفضت المكونات الغذائية الحيوية مثل البروتين والألياف، هذا التغير في المكونات يأتي رغم أن العديد من هذه المنتجات تُسوّق على أنها خيارات صحية مما يثير قلق خبراء التغذية.
الدهون الإجمالية في حبوب الإفطار زادت بنسبة 34%
تُعرف حبوب الإفطار بألوانها الزاهية وعلبها الجذابة وهي خيار شعبي خصوصاً للأطفال،إذ تشير وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن حوالي ثلث الأطفال يتناولونها يومياً، ومع ذلك يقل تناول الفواكه أو البروتينات الصحية مثل البيض بين الأطفال، حيث لا يتناول 85% منهم الفاكهة مع وجباتهم، ولا يتناول 90% منهم البيض، ما يجعل حبوب الإفطار محوراً رئيسياً للتغذية الصباحية.
قالت شوولي زهاو، أستاذة الاقتصاد الزراعي في جامعة كنتاكي، إن الادعاءات الصحية على واجهات هذه المنتجات غالباً ما تكون في تعارض مع الحقائق الغذائية المكتوبة على ظهر العبوة، وهذه الفجوة بين التسويق والواقع الغذائي تثير تساؤلات حول مدى وعي المستهلكين.
وصف دكتور بيتر لوري؛ رئيس مركز العلوم في المصلحة العامة بالولايات المتحدة، النتائج بأنها "مفاجئة ومقلقة"، مشيراً إلى أن هذا التناقض يحدث في وقت يزداد فيه وعي الأمريكيين بصحتهم الغذائية.
كما أشار خبراء التغذية إلى أن صناعة الأغذية تسهم في خلق نوع من الارتباك بين المستهلكين من خلال التسويق المضلل، وهو ما تؤكده جوزفين كونولي-شونين، رئيسة قسم التغذية في مستشفى ستوني بروك، التي نصحت الأسر بالتركيز على الأطعمة الكاملة مثل الشوفان والبيض والفواكه وخبز الحبوب الكاملة.
يُنصح بالتركيز على الأطعمة الكاملة مثل الشوفان والبيض
رغم هذه النتائج؛ لم تعلق شركات الحبوب الكبرى في أمريكا مثل كيلوجز وجنرال ميلز وبوست على الدراسة، ويُشار إلى أن نفس الشركات تنتج إصدارات أكثر صحة من منتجاتها في أسواق أخرى مثل كندا وأوروبا ودول الشرق الأوسط، ما يعكس تبايناً في معايير الجودة والتغذية بحسب الأسواق.