تُعد أورام الثدي من أكثر أنواع الأورام شيوعاً على مستوى العالم، خاصة بين النساء، حيث تنشأ نتيجة طفرات جينية على غرار ما يحدث في أنواع أخرى من الأورام مثل أورام المبيض والبنكرياس، وكذلك أورام البروستاتا لدى الرجال، ويظل الاكتشاف المبكر لهذه الأورام في مراحلها الأولى حجر الزاوية في التحكم بالأعراض واحتواء انتشار الخلايا الخبيثة.
ورغم أن الغالبية العظمى من حالات أورام الثدي ليست وراثية، إلا أن ما يقارب 5% إلى 10% منها ترتبط بخلل جيني موروث، حيث تنتقل الطفرة الجينية من أحد الوالدين إلى الأبناء، ما يزيد من احتمالية إصابتهم بالمرض. ويبرز أهمية الفهم الدقيق للعوامل الوراثية إلى جانب الكشف المبكر في تصميم استراتيجيات الوقاية والعلاج، وفقاً لبيانات شبكة أورام الثدي في أستراليا.
تتمثل العلاقة بين الجينات وأورام الثدي في أن الجينات تحتوي على التعليمات التي تتحكم في نمو وتكاثر خلايا الجسم، عند حدوث طفرات جينية في جينات معينة -خاصة تلك المنظمة لدورة الخلية- تفقد الخلية قدرتها على التحكم في نموها وانقسامها، ما يؤدي إلى تكوّن الورم.
ما العلاقة بين الجينات وأورام الثدي؟
يترتب على حدوث طفرة في جينات BRCA1 وBRCA2 زيادة كبيرة في خطر الإصابة بأنواع مختلفة من الأورام، تعمل هذه الجينات بشكل طبيعي على إصلاح تلف الحمض النووي والحفاظ على استقرار المادة الوراثية في الخلايا، ولكن عند حدوث طفرة فيها، تفقد هذه الآلية الوقائية فعاليتها.
بالنسبة للنساء:
• تصل نسبة خطر الإصابة بأورام الثدي إلى حوالي 72% عند وجود طفرة في أحد هذه الجينات
• تزيد أيضاً احتمالية الإصابة بأورام المبيض بشكل ملحوظ
بالنسبة للرجال:
• تزيد طفرة جين BRCA2 من خطر الإصابة بأورام الثدي إلى حوالي 8% مع التقدم بالعمر
• تزيد الطفرات في كلا الجينين من خطر الإصابة بأورام البروستاتا
كما ترتبط طفرات هذه الجينات بزيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى من الأورام بما في ذلك أورام البنكرياس، وأورام الغدة الكظرية، وأورام الجلد (الميلانوما).
ويُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي قوي من هذه الأنواع من الأورام بإجراء الاستشارات الوراثية والفحوصات الجينية للتقييم الدقيق للمخاطر واتخاذ إجراءات الوقاية والكشف المبكر المناسبة.
طفرة جين PALB2 هي تغير وراثي في جين يعمل بشكل طبيعي على إصلاح تلف الحمض النووي والحفاظ على استقرار الجينوم، عند حدوث هذه الطفرة، يرتفع خطر الإصابة بأنواع محددة من الأورام بشكل ملحوظ.
ما هي طفرة جين PALB2؟
- تصل نسبة خطر الإصابة بأورام الثدي لدى النساء الحاملات للطفرة إلى حوالي 53% مع التقدم بالعمر (حتى سن 80 عاماً)
- ترتبط هذه الطفرة بشكل خاص بزيادة خطر الإصابة بأورام الثدي الثلاثية السلبية (Triple-Negative Breast Cancer) لدى النساء الأصغر سناً
- تزيد أيضاً من خطر الإصابة بأورام الثدي لدى الرجال
- ترتبط بزيادة معدلات الإصابة بأورام المبيض
- تساهم في ارتفاع خطر الإصابة بأورام البنكرياس في بعض العائلات