أظهرت دراسة جديدة من "National Institutes of Health (NIH)" أن دواء "reserpine" الذي أُقر في عام 1955 لعلاج ارتفاع ضغط الدم قد يمنع فقدان البصر الناتج عن "retinitis pigmentosa"، وهو مرض وراثي نادر يصيب الشبكية ويؤدي إلى العمى.
نتائج الدراسة التي أُجريت على الفئران نُشرت في مجلة "eLife"، وبيّنت أن الدواء يحمي الخلايا العصبية في الشبكية خاصة لدى الإناث.
يقول الدكتور أناند سواروب؛ كبير الباحثين في "National Eye Institute" التابع لـ NIH، إن "فعالية دواء reserpine قد تُسرّع من تطوير علاجات لأمراض الشبكية الوراثية التي تنتج عن أكثر من 1000 طفرة جينية محتملة تؤثر في أكثر من 100 جين".
فعالية دواء reserpine في تطوير علاجات لأمراض الشبكية الوراثية
تسبب أمراض الحثل الشبكي الوراثي تدهوراً تدريجياً في الشبكية وقد تبدأ أعراض فقدان البصر منذ الولادة أو في مرحلة مبكرة من البلوغ، تختلف أنماط الوراثة بين الطفرات السائدة التي تتطلب طفرة واحدة فقط والمتنحية التي تحتاج إلى وجود طفرة في كلا نسختي الجين.
رغم أن العلاجات الجينية تبدو واعدة فإن تطويرها يتطلب وقتاً طويلاً وهي مكلفة وتستهدف طفرات محددة فقط، وهنا تأتي أهمية "reserpine" الذي يقدم حماية عامة للخلايا العصبية الشبكية بغض النظر عن الطفرة الوراثية.
اختبر الفريق العلمي "reserpine" على فئران تحمل طفرة سائدة في جين "rhodopsin"، وهو خلل شائع لدى الأميركيين من أصول أيرلندية المصابين بـ"retinitis pigmentosa"، وقد أظهرت الفئران المعالجة تحسناً في عملية "phototransduction" وهي العملية التي تُحوّل الضوء إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى الدماغ عبر خلايا "rod photoreceptors"، المسؤولة عن الرؤية الليلية، وخلايا "cone photoreceptors" المسؤولة عن رؤية الألوان.
والمفاجأة أن الدواء وفّر حماية أكبر لخلايا العصي والمخاريط لدى إناث الفئران مقارنة بالذكور، ويرى الفريق البحثي أن هذه الفروقات بين الجنسين تستدعي دراسة أعمق وقد تفتح الباب أمام علاجات مخصصة حسب الجنس.
يعكف فريق "Swaroop" حاليًا على تطوير مركبات مشتقة من "reserpine" تكون أكثر فعالية بهدف استخدامها في حالات الحثل الشبكي التي تظهر متأخرة أو تتقدم ببطء أو حتى لتأخير فقدان البصر في الحالات الحادة حتى تتوفر علاجات أكثر فاعلية.
استخدام دواء reserpine في حالات الحثل الشبكي
ورغم أن "reserpine" لم يعد يُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم بسبب آثاره الجانبية إلا أن الجرعة المطلوبة لعلاج أمراض الشبكية منخفضة جدًا وتُعطى مباشرة في العين ما يقلل من احتمال حدوث تلك الآثار.