كشفت دراسة جديدة أن بعض الرجال أقل ميلاً لدعم المنظمات أو شراء المنتجات الصديقة للبيئة إلا إذا تم تقديم هذه المنتجات أو المنظمات بصورة تحمل طابعاً "رجولياً" واضحاً، وأوضحت الدراسة أن العديد من المشاركين من الرجال لم يفضلوا المنتجات الخضراء إلا بعد أن تم تعزيز شعورهم برجولتهم.
يشير الباحثون إلى أن السلوكيات البيئية مثل تقليل استهلاك اللحوم الحمراء أو استخدام وسائل النقل العام لا ترتبط في الثقافة السائدة بالصورة النمطية للرجل "القوي" بل تُعتبر أقرب للسلوكيات الأنثوية، وأظهرت أبحاث سابقة أن الرجال أقل من النساء في تبني الممارسات الصديقة للبيئة أو التفكير فيها.
يؤكد آرون برو، الباحث الرئيسي من جامعة ولاية يوتا، أن هذا التصور العقلي يجعل بعض الرجال يتجنبون السلوكيات الخضراء حفاظاً على صورة "الرجولة" أمام الآخرين.
الرجال يتجنبون السلوكيات الخضراء حفاظاً على صورة الرجولة أمام الآخرين
استند الفريق البحثي إلى 4 دراسات توضح أن الناس يربطون السلوك البيئي بالأنوثة، ففي تجربة شملت 194 طالباً جامعياً طُلب منهم وصف متسوق يخرج من متجر وهو يحمل مشترياته في حقيبة قماشية، المشاركون كانوا أقل ميلاً لوصفه بكلمات مثل "قوي" أو "عدواني" وأكثر ميلًا لاستخدام أوصاف مثل "لطيف" و"حساس".
الأمر لم يقتصر على تقييم الآخرين ففي دراسة لاحقة، عندما استعاد المشاركون ذكريات عن سلوكيات بيئية قاموا بها، زاد احتمال أن يروا أنفسهم بصفات أنثوية.
لكن الأبحاث لم تتوقف عند الملاحظة بل بحثت في طرق تغيير هذا الانطباع، ففي دراسة نُشرت في Journal of Consumer Research وجد الباحثون أن تعزيز شعور الرجل برجولته أو استخدام علامات تجارية تحمل طابعاً رجولياً يمكن أن يزيد من تقبله للمنتجات الخضراء.
تعزيز الرجولة يغيّر الموقف
في هذه التجربة، شارك 472 شخصاً (نصفهم تقريباً من الرجال) طُلب منهم كتابة نص قصير نصفهم تلقوا تغذية راجعة وهمية تفيد بأن أسلوب كتابتهم "أكثر رجولة" بينما لم يتلق النصف الآخر أي تعليق، بعد ذلك طُلب من المشاركين تقييم منتج منظف للمصارف عُرض إما على أنه "أفضل للبيئة" أو "أفضل في إذابة الدهون".
النتيجة: الرجال الذين تم إخبارهم بأن كتابتهم "رجولية" أبدوا تفضيلاً أكبر للمنتج الصديق للبيئة مقارنة بالآخرين.