لا تقع ضحية للمعلومات الصحية الخطأ والمضللة.. 4 خطوات للتحقق منها

في زمن المحتوى الفيروسي وسرعة التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت المعلومات الصحية الخطأ والمضللة تنتشر بوتيرة لم يسبق لها مثيل، هذا الانتشار ليس محصوراً بالأخبار العامة بل يمتد إلى تفاصيل دقيقة حول الصحة والعلاج والوقاية من الأمراض، وبينما يُفترض أن إتاحة الوصول للمعلومة عبر الإنترنت خطوة إيجابية إلا أنها فتحت الباب أيضاً أمام تداول كمّ هائل من المعلومات غير الموثوقة.

بحسب تقرير "International Panel on the Information Environment (IPIE)" الصادر في عام 2024، فإن أخطر ما يواجه بيئة المعلومات اليوم يتمثل في نفوذ مالكي منصات التواصل الاجتماعي الذين لا يخضعون لضوابط صارمة تضمن دقة المعلومات المتداولة على منصاتهم مما يعزز بيئة خصبة لانتشار الأخبار الزائفة خاصة في المجال الصحي.

وسائل التواصل الاجتماعيوسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لانتشار الأخبار الزائفة 

ما الفرق بين المعلومات الخطأ والمضللة؟

من المهم التمييز بين المعلومات الخطأ (Misinformation) والمعلومات المضللة (Disinformation)، المعلومات الخطأ تنتج غالباً عن سوء فهم أو نقل غير دقيق لمعلومة ما فيستمر الأفراد في تداولها دون إدراك لخطئها، على النقيض تُنشر المعلومات المضللة عمداً من قبل جهات أو أفراد لديهم أجندات خفية، بهدف التأثير على الرأي العام أو تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية.

لماذا نقع ضحية للمعلومات الصحية الكاذبة؟

تناول عدد من الخبراء هذا السؤال المحوري وناقشوا الأسباب التي تجعل الكثيرين يتبنون معتقدات صحية غير دقيقة ويجدون صعوبة في تغييرها لاحقًا حتى عند ظهور أدلة تناقضها.

أوضح البروفيسور ستيفان ليفاندوفسكي، أستاذ علم النفس المعرفي في جامعة بريستول، أن المعلومات الخطأ لها قدرة مدهشة على التسلل إلى الذاكرة وتثبيت نفسها خاصة عندما تُقدَّم في صيغة عاطفية أو سهلة الفهم، وبيّن أن الأشخاص غالباً ما يواجهون صعوبة في التخلي عن هذه المعتقدات حتى عند مواجهتهم بالحقائق العلمية بسبب ما يُعرف بالتحيز التأكيدي.

كيف نتحقق من صحة المعلومات؟

لتجنب الوقوع في فخ المعلومات المغلوطة توصي الدكتورة جيني يو، رئيسة الشؤون الصحية في شركة "RVO Health" - الشركة الأم لموقعي "Medical News Today" و"Healthline" - باتباع عدد من الاستراتيجيات.

كيف نتحقق من صحة المعلومات؟كيف نتحقق من صحة المعلومات؟

أبرز هذه النصائح:

التحقق من مصدر المعلومة والتأكد من أنه تابع لجهة علمية أو صحية موثوقة.

مراجعة تاريخ النشر لأن المعلومات الطبية تتغير مع تقدم البحث العلمي.

الابتعاد عن المنشورات التي تستخدم لغة مثيرة أو عاطفية أو تعتمد على "تجارب شخصية" دون أدلة علمية.

مقارنة المعلومات مع ما تنشره مؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية أو مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

تُشكل هذه المعايير خط الدفاع الأول ضد التضليل الصحي وتساعد على تكوين وعي نقدي يحمي الفرد والمجتمع من آثار المعلومة غير الدقيقة.