تحذير من جزيئات بالهواء الملوث تصل للقلب والدماغ.. ما الحل؟

غالبًا سمعت مؤخرًا عن المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء، حيث تظهر نتائج متعددة لأكثر من دراسة، ومن أحدث المعلومات ما أوضحته دراسة جديدة تكشف أن  الجزيئات الصغيرة الناتجة عن تلوث الهواء لا تظل عالقة في الرئتين فقط بل تلتصق بكريات الدم الحمراء لتسافر داخل الجسم وتصل إلى أعضاء حيوية مثل القلب والدماغ.

جزيئات دقيقة تسافر داخل الجسم

نُشرت نتائج البحث في مجلة ERJ Open Research بتاريخ 2 أكتوبر 2025، وأشارت إلى أن هذه الجزيئات التي تنبعث من السيارات والمصانع قد تسهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة عند تراكمها في الأنسجة الحيوية.

وقال الدكتور جوناثان غريغ، أستاذ طب الأطفال التنفسي والبيئي في جامعة كوين ماري بلندن: "أثبتت تجاربنا أن جزيئات تلوث الهواء الدقيقة تستغل كريات الدم الحمراء كوسيلة نقل داخل الجسم مما يسمح لها بالوصول إلى أي عضو تقريبًا".

كريات الدم البيضاءكريات الدم

تجربة ميدانية على شوارع لندن

شملت الدراسة 12 شخصًا طُلب منهم الوقوف لمدة ساعة بجانب شارع مزدحم في لندن بينما كانوا يحملون أجهزة تقيس تركيز الجسيمات الدقيقة في الهواء.

بعد انتهاء التجربة أظهرت تحاليل الدم ارتفاعًا واضحًا في كمية الجزيئات العالقة بكريات الدم الحمراء مقارنة بما قبل التعرض.

ووفقًا للنتائج، زادت كمية الجسيمات المرتبطة بخلايا الدم بمعدل يتراوح بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف بعد ساعة واحدة بجانب المرور الكثيف، كما لاحظ الباحثون أن بعض المشاركين تخلصت أجسامهم من الجزيئات بسرعة أكبر من غيرهم ما يشير إلى وجود اختلافات فردية في قدرة الجسم على تصفية الملوثات.

وقدّر العلماء أن حوالي 80 مليون خلية دم حمراء يمكن أن تحمل جزيئات ملوثة بعد ساعة واحدة من التعرض المباشر لحركة المرور.

فعالية الأقنعة الواقية

أعاد الباحثون التجربة نفسها على ثمانية متطوعين آخرين وهم يرتدون أقنعة واقية من نوع FFP2 فكانت النتيجة مختلفة تمامًا لم يُلاحظ أي ارتفاع في نسبة الجزيئات داخل الدم.

وقال الدكتور غريغ: "أدهشنا مدى فعالية أقنعة FFP2 في منع دخول هذه الجسيمات الدقيقة والتصاقها بكريات الدم"، ويعادل مستوى حماية هذا النوع من الأقنعة تقريبًا أقنعة N95 وKN95 الأمريكية والآسيوية.

تلوث الهواء ناتج عن العوادم والفرامل

أظهرت التحاليل أن الجزيئات العالقة بخلايا الدم تحتوي على معادن ثقيلة مثل الحديد والنحاس والكروم والزنك الناتجة عن عوادم السيارات إلى جانب الفضة والموليبدينوم الناتجين عن تآكل الإطارات والفرامل.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تتيح وسيلة جديدة وبسيطة لقياس كمية التلوث التي تدخل إلى الجسم وتحديد العوامل التي تزيد من التعرض لها.

تلوث الهواء والذئبةاستخدام الأقنعة للوقاية من تلوث الهواء

دعوة للحد من التلوث

قالت آني يوهانسن، رئيسة لجنة البيئة في الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي، إن الدراسة توضح كيف يمكن للجزيئات الدقيقة أن تتسلل إلى كل أجزاء الجسم عبر مجرى الدم، مشيرة إلى أن الأقنعة الواقية قد تقلل الخطر لدى المصابين بأمراض رئوية أو أولئك الذين لا يمكنهم تجنب التواجد قرب الطرق المزدحمة.

وأضافت أن الحل الأكثر فعالية يتمثل في سنّ قوانين صارمة لخفض مستويات التلوث الجوي لحماية الجميع من المخاطر المتزايدة.