تُعدّ متلازمة الأيض مجموعة من الاضطرابات التي تشمل السمنة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر واضطراب الدهون في الدم، فهذه العوامل مجتمعة ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني ما يجعلها قضية صحية عالمية آخذة في الاتساع خاصة في الدول النامية.
تتراوح نسبة انتشار المتلازمة بين 14% و39% عالميًا إلا أن النسبة ترتفع في البلدان التي تبنّت نمط الحياة الغربي القائم على الأطعمة الغنية بالدهون وقلة النشاط البدني، وتشير التقديرات إلى أن هذا الارتفاع سيستمر مع انتشار السمنة وتزايد معدلات الخمول، بحسب مراجعة نُشرت في مجلة MDPI.
الوجبات السريعة وتأثيرها على متلازمة الأيض
ترجع أسباب انتشار متلازمة الأيض إلى تفاعل معقّد بين العوامل الوراثية وأنماط الحياة الحديثة مثل تناول الأطعمة السريعة و التدخين والعمل المكتبي طويل الساعات، كما أن التغيّر في العادات الغذائية في الدول النامية نتيجة التحضّر السريع أدى إلى زيادة استهلاك الدهون المشبعة والسكريات مع تراجع استهلاك الخضروات والألياف.
توضح الدراسة أن غياب تعريف موحد لمتلازمة الأيض على مستوى العالم يساهم في التباين في معدلات الإصابة بين الدول، فبعض الجهات مثل منظمة الصحة العالمية تضع مقاومة الإنسولين كشرط أساسي للتشخيص، بينما تركز جهات أخرى مثل The International Diabetes Federation على السمنة المركزية (دهون البطن).
دهون البطن عند النساء
تُظهر البيانات أن النساء بعد سن اليأس أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الأيض بسبب التغيرات الهرمونية، بينما ترتفع النسبة لدى الرجال في منتصف العمر نتيجة زيادة دهون البطن وانخفاض الكوليسترول الجيد.
أشارت المراجعة إلى أن نحو 25% من الأطفال الذين يعانون من السمنة لديهم مؤشرات على الإصابة بمتلازمة الأيض ما يجعل التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنّب الأمراض المزمنة لاحقًا، وأوصت بضرورة اعتماد تعريف موحد يسهل الكشف المبكر في الفئات العمرية الصغيرة.
تتسبب المتلازمة في أعباء مالية كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تواجه بالفعل تحديات في مكافحة السمنة والسكري، لذا من الضروري تعزيز الوعي بأهمية نمط الحياة الصحي وزيادة النشاط البدني وتبني سياسات غذائية تدعم الوقاية من المتلازمة.