تُعتبر جراحات السمنة والعلاجات الدوائية مثل أدوية الـGLP-1 ومنها أوزمبيك من شركة "Novo Nordisk" حلولًا فعالة لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة، لكن في الوقت نفسه لاحظ الأطباء أن خسارة الوزن السريعة تُحدث تغييرات ملحوظة في مظهر الوجه أبرزها ترهل الجلد وظهور التجاعيد المبكرة، وقد أُطلق على هذه الظاهرة حديثًا اسم "Ozempic face" أي "وجه أوزيمبيك" في إشارة إلى نحافة مفرطة في ملامح الوجه بعد العلاج.
أدوية التخسيس وتأثيرها على مرونة الجلد
وفق مراجعة نُشرت في مجلات مثل "Plastic and Reconstructive Surgery" و"JAMA Facial Plastic Surgery"، فإن خسارة الوزن الكبيرة سواء بعد الجراحة أو باستخدام أدوية التخسيس الحديثة تُحدث تغييرات تشبه الشيخوخة في الوجه، وقد أظهرت النتائج أن أكثر مناطق الوجه تأثرًا هي منتصف الخدود وحول العينين والرقبة فمع تراجع الدهون الداعمة لهذه المناطق تفقد البشرة امتلاءها الطبيعي ويزداد ترهل الجلد.
في بعض الدراسات بدا الأشخاص الذين فقدوا وزنًا كبيرًا أكبر من عمرهم الحقيقي بـ5 سنوات في المتوسط نتيجة لفقدان الحجم الدهني في الخدود والصدغين والذقن.
ترهل الوجه
في الوضع الطبيعي تحتوي الطبقات السطحية والعميقة من الوجه على وسائد دهنية تساعد في الحفاظ على شكله الممتلئ والمتناسق، لكن عند فقدان الوزن بسرعة تنكمش هذه الوسائد بشكل غير متوازن فتبدو بعض المناطق غائرة وأخرى مترهلة، كما أن البشرة التي كانت مشدودة بفعل الدهون أسفلها تفقد دعمها فجأة مما يؤدي إلى ارتخاء الأنسجة وظهور خطوط دقيقة وتجاعيد أعمق.
تشير الدراسات إلى أن التغيرات تكون أكثر وضوحًا عند الأشخاص فوق الأربعين إذ تقل مرونة الجلد مع التقدم في العمر، وفي هذه الفئة يتضاعف تأثير فقدان الدهون السريع؛ لأن الجلد لا يمتلك الوقت الكافي للتكيف مع الحجم الجديد، أما في الأعمار الأصغر فقد تظهر التغيرات بدرجة أقل لكنها تظل ملحوظة خصوصًا في منطقة الخدود والفك.
أفادت بعض الأبحاث المنشورة في "Aesthetic Surgery Journal" أن تغير ملامح الوجه بعد خسارة الوزن قد يؤثر نفسيًا على بعض المرضى خاصة النساء حيث يشعرن أن مظهرهن أصبح أكبر سنًا رغم تحسن صحتهن الجسدية، لذلك ينصح الخبراء بتهيئة المريض نفسيًا قبل البدء في برامج التخسيس السريع ومناقشة التغيرات المحتملة في ملامحه.