ما مخاطر تناول المضادات الحيوية وأدوية الحساسية معاً على القلب؟

يعمل القلب كآلة كهربائية دقيقة تنبض بإيقاع منتظم يضمن تدفق الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتُظهر تخطيطات القلب الكهربائية (ECG) هذا الإيقاع في صورة موجات مختلفة، تمثل كل منها مرحلة من عمل القلب، وأهمها فترة QT التي تعبّر عن الوقت اللازم ليستعد القلب للنبضة التالية.

لكن عندما تطول فترة QT أكثر من الحد الطبيعي، يختل الإيقاع القلبي فيما يُعرف باضطراب النبض أو Torsades de Pointes، وهو اضطراب قد يؤدي إلى الإغماء أو حتى توقف القلب المفاجئ.

أدوية تؤثر على إيقاع القلب

تشير دراسات منشورة في "StatPearls وPubMed" إلى أن بعض الأدوية قد تُطيل فترة QT، ومنها:

  • المضادات الحيوية مثل Azithromycin وLevofloxacin.
  • مضادات الذهان مثل Haloperidol وRisperidone.
  • مضادات الاكتئاب مثل Citalopram وAmitriptyline.
  • بعض أدوية القلب مثل Amiodarone وSotalol.

ورغم أن تأثير هذه الأدوية يكون طفيفًا عادة لدى الأصحاء فإن تناول أكثر من دواء يؤثر في الفترة نفسها قد يضاعف خطر اضطراب النبض القلبي بصورة خطيرة.

كيفية قياس نبض القلباضطراب نبض القلب

لماذا يُعد الجمع بين أزيثرومايسين ومضادات الحساسية خطرًا؟

يُستخدم أزيثرومايسين لعلاج الالتهابات البكتيرية بينما تُستخدم مضادات الحساسية مثل Diphenhydramine أو Loratadine لتخفيف أعراض التحسس، إلا أن كلاهما يمكن أن يُحدث تأثيرًا طفيفًا على فترة QT.

وعند استخدامهما معًا خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض قلبية أو بنقص في أملاح الدم كالبوتاسيوم والمغنيسيوم قد يتضاعف خطر اضطراب النبض ما يؤدي إلى ألم في الصدر أو تسارع غير منتظم في ضربات القلب.

ولهذا يؤكد الأطباء على ضرورة تجنب الجمع بين النوعين دون إشراف طبي أو مراقبة نشاط القلب عبر تخطيط ECG إذا استدعت الحالة ذلك.

العلاج بالتستوستيرون يحسن العظام لكنه قد يضر القلبمخاطر الجمع بين المضادات الحيوية ومضادات الحساسية على كبار السن

الفئات الأكثر عرضة للخطر

بحسب أبحاث نُشرت في American Heart Journal، توجد فئات يجب أن تتوخى الحذر بشكل خاص، وتشمل:

  • كبار السن.
  • مرضى القلب أو السكري.
  • من يعانون من اضطرابات في الكهارل (نقص البوتاسيوم أو المغنيسيوم).
  • من يتناولون مدرات بول أو أكثر من دواء في الوقت نفسه.

التوصيات الطبية

  • عدم تناول Azithromycin مع مضادات الحساسية إلا بعد استشارة الطبيب.
  • مراجعة قائمة الأدوية التي يستخدمها المريض لتجنب التداخلات الخطيرة.
  • فحص مستويات الكهارل في الدم بانتظام.
  • إبلاغ الطبيب فور الشعور بخفقان مفاجئ أو دوخة أو ألم في الصدر.

ويؤكد الأطباء أن الوقاية تبدأ من المراجعة الدقيقة للأدوية، فالتفاعل بين عقارين شائعين قد يكون كافيًا لإحداث اضطراب خطير في نبض القلب.