أظهرت دراسة عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية أن استعادة "الوظيفة الجنسية الطبيعية" بعد إجراء عملية استئصال البروستاتا الجذرية، وهي أكثر العمليات شيوعًا لعلاج البروستاتا، أمر نادر الحدوث.
هذه الجراحة يمكن أن تكون علاجاً فعالاً للرجال الذين يقتصر سرطانهم على البروستاتا ولكن إزالة الغدة البروستاتية يمكن أن تؤدي إلى "فرصة عالية" لـ العجز الجنسي.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور ميكل فود: "من المعروف حدوث خلل في الوظيفة الجنسية بعد جراحة سرطان البروستاتا ولكن طريقتنا في تقييمه جديدة"، مضيفاً: "ما تظهره هذه الدراسة هو أن استعادة الانتصاب كما كان قبل الجراحة أمر نادر حيث يعاني الغالبية العظمى من الرجال من بعض المشاكل الجنسية بعد الجراحة".
البروستاتا هي غدة صغيرة بحجم الجوز تقع بين القضيب والمستقيم، داخلياً يمكن العثور على البروستاتا على بُعد حوالي 2 إلى 3 بوصات داخل قناة الشرج باتجاه السرة، ووظيفة البروستاتا في الجسم هي إنتاج السائل المنوي، وهو سائل حليبي يغذي الحيوانات المنوية وينقلها عبر الإحليل من المثانة، أثناء القذف تضغط البروستاتا على السائل المنوي في الإحليل حيث يتم طرده مع الحيوانات المنوية على شكل سائل منوي.
يعد سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال بعد سرطان الجلد، حيث تشير الإحصائيات إلى أن واحداً من كل 9 رجال سيتعرضون لتشخيص سرطان البروستاتا في حياتهم، وأن واحداً من كل 41 رجلاً سيفقد حياته بسبب هذا المرض مثل معظم أنواع السرطان، يزيد احتمال نجاح العلاج إذا تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، لذا يوصي الأطباء بإجراء فحص للبروستاتا كل أربع سنوات.
فحص البروستاتا الجسدي هو جزء أساسي من فحص سرطان البروستاتا حيث يقيم الطبيب حجم البروستاتا وسطحها وملمسها باستخدام إصبعه خلال فحص يُعرف باسم "الفحص الشرجي الرقمي"، كما يستخدم الأطباء اختبار الدم لمستضد البروستاتا النوعي (PSA)، وهو بروتين يتم إنتاجه بواسطة خلايا البروستاتا الطبيعية والخلايا السرطانية، يقيس اختبار الدم مستويات PSA في الدم، ويشير المستوى المرتفع إلى احتمال الإصابة بالسرطان.
إضافةً إلى ذلك يمكن استخدام فحوصات الموجات فوق الصوتية للبروستاتا والخزعات للكشف عن السرطان، حيث تُجمع عينات من خلال المجسات الشرجية والإبر للفحص.
البروستاتا لا تلعب دوراً مباشراً في وظيفة الانتصاب، ولكن وظيفتها تتعلق بإنتاج السائل المنوي الذي يشكل حوالي 30% من حجم القذف لدى الرجل، ومع ذلك الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب قريبة جداً من البروستاتا ويمكن أن تتعرض للإصابة أثناء الجراحة.العجز الجنسي
وفقاً لدراسة نشرتها "Harvard Health Publishing" تتراوح نسبة الرجال الذين يستعيدون وظيفة الانتصاب بعد جراحة البروستاتا من 25 إلى 80%، قد تظل بعض الحالات تعاني من العجز الجنسي حتى بعد الجراحة حتى مع استخدام "التقنيات الجراحية الحافظة للأعصاب".
وتتأثر النتائج بالعديد من العوامل مثل العمر والمهنية الجراحية وقرب الأورام من الغدة، على الرغم من أن الأعصاب قد لا تتعرض للتلف الدائم إلا أن استعادة وظيفة الانتصاب قد يستغرق من 6 إلى 18 شهرًا بعد الجراحة.
في حين أن البروستاتا ليست هي المسؤولة عن الوظيفة الجنسية مباشرة فإن الأعصاب المحيطة بها تلعب دورًا أساسيًا في الانتصاب، ورغم أن هناك تقنيات جراحية متقدمة تسعى للحفاظ على هذه الأعصاب لا يزال هناك خطر كبير من حدوث ضرر لها أثناء العملية، وللأسف العجز الجنسي هو من المخاطر الشائعة المرتبطة بجراحة البروستاتا ولكن على الرغم من هذه المخاطر تظل الجراحة فعالة للغاية في علاج سرطان البروستاتا.