أظهرت دراسة حديثة أجراها عالم الصحة البيئية ريتشارد بيلسنر من جامعة Massachusetts Amherst أن بعض المركبات الكيميائية الموجودة في كريمات الحلاقة ومنتجات العناية اليومية، وتُعرف باسم Phthalates، قد يكون لها تأثير مباشر على جودة الحيوانات المنوية.
توجد هذه المركبات في عدد هائل من المنتجات اليومية بدءاً من مستحضرات العناية الشخصية إلى العبوات البلاستيكية ما يجعل التعرض لها أمراً شبه حتمي، وتشير نتائج الدراسة إلى أن هذه المواد لا تؤثر فقط على شكل الحيوانات المنوية أو عددها بل قد تُحدث تعديلات في الحمض النووي نفسه.
مركبات كيميائية شائعة تُهدد خصوبة الرجال
بحسب ما ورد في الدراسة، تؤثر مركبات Phthalates على الحيوانات المنوية من خلال "تعديلات فوق جينية" أو epigenetic modifications وهي تغيرات لا تمسّ تسلسل الحمض النووي نفسه لكنها تغيّر الطريقة التي تُقرأ بها الجينات وتُعبَّر عنها.
بمعنى أوضح: هذه المواد الكيميائية تقوم بإيقاف بعض الجينات عن العمل ما قد يعرقل نقل صفات وراثية معينة من الآباء إلى الأبناء، وعلى الرغم من أن هذا المفهوم يبدو معقداً فإن آثاره المحتملة على الصحة الإنجابية والوراثية تستحق التوقف عندها.
رغم أن نتائج الدراسة ما تزال أولية وتمت على عينة صغيرة نسبياً فإن الباحثين يؤكدون وجود مؤشرات تستدعي المزيد من البحث والتدقيق.
وعلّق الدكتور بيلسنر قائلاً: "لا يُدهشني أن الحيوانات المنوية تحمل نوعًا من الأثر البيئي إلى الجيل التالي، ما تتعرض له خلية الحيوان المنوي أثناء تطورها يمكن أن يؤثر في العلامات الكيميائية على الحمض النووي وربما ينعكس ذلك على نمو الجنين فيما بعد".
هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها فقد سبق أن توصلت دراسة سويدية إلى أن مركب DEHP وهو أحد أشهر أنواع الفثالات يؤثر سلباً على حركة الحيوانات المنوية ونضجها، ما يشير إلى وجود علاقة بين تركيز هذه المواد الكيميائية في الجسم وجودة السائل المنوي.
جودة السائل المنوي
تكمن خطورة Phthalates في أنها لا تكون مرتبطة كيميائياً بالمنتجات التي تُضاف إليها ما يجعلها قادرة على التسرب بسهولة إلى الجسم سواء عن طريق الجلد أو الفم، لذا فأن استخدام كريم حلاقة يحتوي على هذه المركبات أو شرب الماء من زجاجات بلاستيكية ساخنة يُعد من أبرز طرق التعرض لها.
قد بات من الواضح كما تُشير الأبحاث الحديثة أن مسؤولية تحسين الخصوبة لم تعد مقصورة على النساء فقط، بل تشمل الرجال أيضاً، الذين يجب أن يراعوا ما يستخدمونه ويستهلكونه خاصة عند التخطيط للإنجاب.