كشفت دراسة حديثة نُشرت في JAMA Network Open، أن السمنة المزمنة مرتبطة بظهور مبكر لمؤشرات بيولوجية تدل على الشيخوخة لدى البالغين في سن 28 إلى 31 عاماً، وأظهرت النتائج أن التعرّض المطوّل للسمنة قد يؤدي إلى تدهور في الوظائف الفسيولوجية وظهور توقيعات جزيئية تدل على الشيخوخة البيولوجية في وقت مبكر من الحياة.
أجرت الدراسة باولينا كوريا-بورووس، الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة تشيلي Universidad de Chile، بالتعاون مع فريق بحثي ضمن Santiago Longitudinal Study وهي دراسة تتبعية بدأت منذ الولادة وشملت بالغين من تشيلي تتراوح أعمارهم بين 28 و31 عاماً.
السياق البحثي والتصميم العلمي
اعتمدت الدراسة على تصميم "دراسة الحالات والشواهد متعددة الأحداث" وهدفت إلى استكشاف العلاقة بين السمنة المزمنة والتغيرات في المؤشرات البيوكيميائية المرتبطة بالشيخوخة.
تم تصنيف المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات وفقاً لمسار كتلة الجسم (BMI) على مدى الحياة:
المجموعة الأولى: أشخاص حافظوا على وزن صحي منذ الطفولة.
المجموعة الثانية: أشخاص يعانون من السمنة المستمرة منذ فترة المراهقة.
المجموعة الثالثة: أشخاص يعانون من السمنة المستمرة منذ الطفولة.
تضمّنت العينة النهائية 205 مشاركين، توزعت النسب بينهم بواقع 43% في المجموعة الأولى و21% في الثانية و36% في الثالثة، بلغ متوسط مدة السمنة 12.9 سنة في المجموعة الثانية، و26.6 سنة في المجموعة الثالثة.
مدة السمنة وتأثيرها البيولوجي
وأظهرت التحليلات أن السمنة طويلة الأمد ارتبطت بشكل واضح بارتفاع مستويات عدد من المؤشرات البيولوجية التي تعكس عمليات الشيخوخة، مثل:
بروتين C التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)
إنترلوكين-6 (IL-6)
عامل نمو الخلايا الليفية 21 (FGF21)
عامل النمو الشبيه بالإنسولين 1 و2 (IGF-1 و IGF-2)
أبيلين (Apelin)
إيريسين (Irisin)
وقد لوحظ أن تأثير السمنة المزمنة على هذه المؤشرات كان واسع النطاق ما يعكس حجم التأثير الكبير على مسار الشيخوخة البيولوجية في الجسم.
ووفقاً لما كتبه الباحثون: "تشير النتائج إلى أن السمنة المزمنة ترتبط بانحدار فسيولوجي مبكر، وتؤدي إلى ظهور توقيعات جزيئية تعكس الشيخوخة البيولوجية في وقتٍ مبكر يتراوح بين عمر 28 إلى 31 عاماً".