فيما قد يظن البعض أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون لا يتعدى تأثيره انخفاض الإنتاجية أو التأثير على نمط الحياة اليومية، تكشف دراسة جديدة نشرتها مجلة "JNCI Cancer Spectrum" عن علاقة مقلقة بين السلوكيات الخاملة مثل الجلوس لساعات طويلة أمام التلفزيون وارتفاع خطر الإصابة بورم القولون والمستقيم لا سيما لدى الفئات العمرية الشابة.
رغم أن هذا المرض كان يُعدّ في السابق أكثر شيوعًا بين من تجاوزوا الخمسين إلا أن نتائج الدراسة أظهرت ارتباطاً واضحاً بين السلوك الخامل والإصابة المبكرة لدى من تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً.
ارتفاع بين الشباب وانخفاض بين كبار السن
قام فريق بحثي من جامعة واشنطن وجامعة هارفارد ومركز ييل للسرطان (Yale Cancer Center) بتحليل بيانات 89,278 ممرضة أمريكية، لتحديد ما إذا كان هناك رابط بين وقت مشاهدة التلفزيون والإصابة المبكرة بورم القولون والمستقيم.
وخلال فترة متابعة استمرت عقدين تم تسجيل 118 حالة إصابة مبكرة، ووجد الباحثون أن مشاهدة التلفزيون لأكثر من ساعة واحدة يومياً ارتبطت بزيادة قدرها 12% في خطر الإصابة بينما وصلت هذه النسبة إلى قرابة 70% لدى من شاهدوا التلفزيون لأكثر من ساعتين يومياً.
على نحو لافت؛ لم يكن لمؤشر كتلة الجسم (BMI) أو النشاط البدني أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا النوع من الورم أي تأثير يُذكر على النتائج، ما يؤكد أن السلوك الخامل ذاته قد يُمثل عامل خطر مستقل للإصابة بالمرض.
ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society) فإن معدلات الإصابة بأورام القولون والمستقيم في تراجع بين كبار السن بفضل برامج الفحص المبكر لكنها في المقابل تشهد تصاعداً بين الشباب مع الإشارة إلى أن الورم يكون غالباً أكثر شراسة في هذه الفئة.
العوامل التقليدية لم تؤثر على النتائج
علّقت يين كاو؛ الكاتبة المشاركة في الدراسة، على النتائج بقولها: "قد تساعد هذه الدراسة في تحديد الفئات المعرضة لمخاطر مرتفعة والذين قد يكونون مرشحين للفحص المبكر"، مضيفة: "إن كون هذه النتائج مستقلة عن العوامل المعروفة مثل السمنة أو قلة النشاط البدني يعزز فرضية أن الجلوس المطول بحد ذاته خطر صحي حقيقي".
ورغم أن هذه الدراسة ركزت على النساء فإن الباحثين أشاروا إلى عدم وجود دليل على أن النتائج تختلف بين الجنسين، كما دعمت نتائج هذه الدراسة ما توصلت إليه أبحاث سابقة في المملكة المتحدة، أظهرت أن الرجال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من 4 ساعات يومياً أكثر عرضة للإصابة بورم القولون والمستقيم خلال فترة متابعة استمرت 6 سنوات.
تشير هذه النتائج إلى أن "وقت الشاشة" لا ينبغي أن يُنظر إليه فقط من زاوية الترفيه بل كعامل صحي يجب مراقبته خاصة لدى الشباب الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدة المسلسلات والأفلام عبر المنصات الرقمية.