الكولاجين هو بروتين ينتجه الجسم بشكل طبيعي ويشكّل نحو ثلث إجمالي البروتينات لدينا، يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على صحة المفاصل ومرونة الجلد، ما يفسر انتشار مكملاته في الأسواق بدعوى تجديد البشرة ومكافحة التجاعيد، لكن هل تدعم الأبحاث العلمية هذه المزاعم؟
اشتُق اسم الكولاجين من الكلمة اليونانية "كولا" والتي تعني "الغراء" إذ يعمل الكولاجين كلاصق حيوي يربط العضلات والعظام والأوتار والأربطة والأعضاء والجلد، يوجد منه 16 نوعاً إلا أن الأنواع I وII وIII هي الأكثر شيوعاً.
النوع I يبني الجلد والعظام والأوتار والأربطة.
النوع II يُكوّن الغضاريف.
النوع III يساهم في بناء العضلات والأوعية الدموية.
I وII وIII الأنواع الأكثر شيوعًا للكولاجين
مع التقدم في العمر يقل إنتاج الجسم للكولاجين ما يؤدي إلى أعراض مثل آلام المفاصل وضعف العضلات وترقّق الجلد، في هذه الحالة قد تساعد مكملات الكولاجين على التخفيف من هذه الأعراض لكن يُنصح دائماً بمراجعة الطبيب لتحديد الحاجة الفعلية.
ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر سلباً على مستويات الكولاجين:
أشعة الشمس: التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى تفكك ألياف الكولاجين، ما يسرّع ظهور التجاعيد.
التدخين: المواد الكيميائية في دخان السجائر تضر بالبشرة وتسبب ترهلاتها.
السكر: يتسبب في تشابك ألياف الكولاجين، ما يقلل من مرونة الجلد بمرور الوقت.
أشعة الشمس والسكر والتدخين عوامل تؤثر على مستوى الكولاجين
رغم فوائده لا يوجد دليل علمي على أن الكولاجين يعالج أمراضاً جلدية مثل الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي، ولا تؤكد الدراسات فعاليته في علاج حب الشباب أو المساعدة في فقدان الوزن باستثناء بعض الحقن التي قد تساعد على تحسين مظهر ندبات حب الشباب.
الكريمات التي تحتوي على كولاجين صناعي تشكّل حاجزاً خارجياً يمنع فقدان الماء من الجلد لكنها لا ترفع مستويات الكولاجين فيه، الأجدى هو حماية البشرة من الشمس خاصة في سن مبكرة.
يمكن للجسم أن يصنع كولاجيناً جديداً عبر استهلاك أحماض أمينية مثل الجلايسين والبرولين الموجودة في أطعمة مثل الدجاج والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبقوليات، كما أن فيتامين C موجود في الحمضيات والطماطم والخضراوات الورقية، والزنك والنحاس المتوفران في المحار والمكسرات والحبوب الكاملة والبقول، والضرورية لهذه العملية.
يُعد مرق العظام من الطرق القديمة لاستخلاص الكولاجين عبر غلي العظام لمدة يوم أو يومين، ويُعتقد أن الأحماض الأمينية الناتجة عن هذه العملية تساعد على بناء الأنسجة رغم أن الجسم لا يمتص الكولاجين مباشرة منها.
مرق العظام مصدر تقليدي لاستخلاص الكولاجين
تشير WebMD إلى أن الجسم غالباً ما ينتج ما يكفي من الكولاجين عند اتباع نظام غذائي متوازن، أما مكملات الكولاجين فرغم أنها آمنة عموماً، وتأتي على شكل مسحوق يُضاف إلى المشروبات إلا أن معظم الدراسات حولها كانت صغيرة ونحتاج إلى المزيد من الأبحاث الواسعة لتأكيد فائدتها.
مكملات الكولاجين لا تخضع لتنظيم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بنفس الطريقة التي تنظم بها الأدوية، ما يعني أن الشركات لا تُلزم بإثبات فعاليتها أو أمانها، لذا يُنصح بالبحث عن مكونات مثل collagen hydrolysate، أو hydrolyzed collagen، أو collagen peptides عند الشراء، حسب WebMD.