كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Lancet أن استخدام اختبار "كبسولة الإسفنجة" إلى جانب مؤشرات حيوية (biomarkers) يمكن أن يساعد في تصنيف مرضى مريء باريت غير المصحوب بالأورام وتحديد من هم أكثر عرضة لتطور الحالة نحو خلل التنسج أو الأورام.
الدراسة أجراها الدكتور دبليو. كيث تان من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، بالتعاون مع فريق بحثي، لتقييم أداة تصنيف المخاطر التي تجمع بين جهاز لجمع خلايا المريء بشكل كامل ومجموعة من المؤشرات الحيوية التي تعزز القدرة على التنبؤ بالحالات الخطرة.
طريقة فاعلة لتوزيع المرضى حسب درجة الخطورة
شارك في الدراسة 910 مريضاً بالغاً ممن أظهرت آخر منظار لهم عدم وجود تسرطن في مريء باريت، خضع هؤلاء المرضى لاختبار "كبسولة الإسفنجة" وتم تصنيفهم إلى ثلاث مجموعات: منخفضة، متوسطة، وعالية الخطورة.
وأظهرت النتائج أن 15% من المرضى صُنِّفوا على أنهم في فئة الخطورة العالية و31% في الفئة المتوسطة و54% في الفئة المنخفضة، وفي الفئة العالية الخطورة بلغت القيمة التنبؤية الإيجابية للكشف عن أي خلل تنسجي أو أسوأ 37.7%.
واحدة من أبرز نتائج الدراسة كانت أن المرضى الذين أظهروا وجود خلايا غير طبيعية (atypia) مع وجود طفرة في بروتين p53 كانوا أكثر عرضة بشكل واضح للإصابة بخلل تنسجي عالي الدرجة أو السرطان حيث بلغ الخطر النسبي لديهم 135.8 مقارنةً بالمجموعة منخفضة الخطورة.
أما في الفئة المنخفضة الخطورة فبلغت نسبة انتشار خلل التنسج عالي الدرجة أو السرطان 0.4% فقط، في حين بلغت القيمة التنبؤية السلبية 97.8% ما يعني أن نتيجة سلبية للاختبار تؤكد بدرجة عالية من اليقين عدم وجود خطر.
تطبيق الذكاء الاصطناعي لتقليل الإجراءات دون فقدان الدقة
الدراسة أظهرت أيضًا أنه يمكن خفض عدد الحالات التي تتطلب مراجعة تشخيص طفرة p53 إلى 32% فقط باستخدام خوارزمية تعلم آلي مدمجة ضمن نظام تشخيص رقمي، دون أن يؤدي ذلك إلى تفويت أي حالات إيجابية.
وهذا يُبرز دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة الفحوصات وتقليل الحاجة إلى تدخل الأطباء ما يخفف العبء على الخدمات الطبية دون الإخلال بجودة التشخيص.
قال الدكتور تان في تصريح رسمي: "كبسولة الإسفنجة يمكن إعطاؤها بسهولة وسرعة من قِبل ممرضين دون الحاجة إلى تدريب مكثف ولن تُشكل عبئاً على موارد وحدات المناظير".
وهذا يُعد تقدماً مهماً في مجال تشخيص مريء باريت حيث أن المنظار الهضمي رغم دقته يمثل عبئاً على الأنظمة الصحية بسبب تكاليفه والحاجة إلى تجهيزات خاصة وكوادر مدربة.
دعم صناعي وتقني يرافق الاكتشاف
يُذكر أن بعض الباحثين المشاركين في الدراسة مسجّلون كمخترعين في براءات اختراع مرتبطة بهذه التقنية وقد أفصحوا عن علاقاتهم مع شركتي Cyted Health وMedtronic وتحتفظ شركة Medtronic بحق الترخيص لتقنية Cytosponge المستخدمة في الاختبار.
هذه الشراكة بين البحث الأكاديمي والصناعة الطبية قد تسهم في تسريع إتاحة التقنية للمرضى حول العالم وتحسين نتائج تشخيص سرطان المريء في مراحله المبكرة.