كشفت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Ultrasound in Medicine أن تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية للعضلات قد تكون وسيلة فعالة وغير جراحية للكشف المبكر عن مقاومة الإنسولين وانخفاض كتلة العضلات وهي عوامل ترتبط بمشكلات صحية خطيرة مثل السكري من النوع الثاني ومتلازمة الساركوبينيا.
قاد الدراسة الدكتور ستيفن بي. سوليمان من جامعة ميشيغان في آن آربر، بالتعاون مع فريق بحثي قام بتقييم فعالية التصوير العضلي فوق الصوتي في مجموعة مكونة من 20 شخصًا يعانون من السمنة دون إصابة سابقة بالسكري أو مقدماته، إضافةً إلى 5 مشاركين نحفاء يتمتعون بصحة جيدة كمجموعة ضابطة.
أُجري للمشاركين فحص بالموجات فوق الصوتية لعضلتي الكتف (الدلتويد) والفخذ الجانبي (فاستوس لاتيراليس) وتم تحليل 300 صورة صوتية بشكل مستقل من قبل اثنين من المساعدين الباحثين المدربين لقياس ما يُعرف بشدة صدى العضلات أو Muscle Echo Intensity (MEI) وهو مقياس يعكس جودة النسيج العضلي.
تصوير عضلات الذراع والفخذ لتحديد المخاطر
أظهرت النتائج أن شدة صدى العضلات (MEI) كانت أعلى بشكل ملحوظ لدى المشاركين المصابين بالسمنة مقارنة بالمجموعة الضابطة، وقد ارتبط هذا الارتفاع بانخفاض حساسية الإنسولين الطرفية ما يشير إلى أن زيادة MEI يمكن أن تكون علامة مبكرة على تطور مقاومة الإنسولين حتى قبل ظهور أعراض واضحة أو تشخيصات سريرية.
كما أظهر التحليل توافقاً عالياً بين المراقبين حيث بلغت نسبة الاتفاق بين التحليلات 95%، ما يعزز موثوقية الأداة في الاستخدام الإكلينيكي.
من المثير للاهتمام أن الدراسة لم تجد أي ارتباط إيجابي بين MEI ومؤشر كتلة الجسم أو الوزن الكلي بينما رُصدت علاقة سلبية قوية بين MEI وكتلة العضلات كما تم قياسها باستخدام مؤشرات الساركوبينيا.
هذا يعني أن ارتفاع MEI لا يعكس ببساطة زيادة الوزن أو السمنة بل يرتبط بتغيرات نوعية في نسيج العضلات قد تكون مرتبطة بخلل في التمثيل الغذائي حتى لدى أشخاص لا تظهر عليهم أعراض واضحة.
مؤشر مستقل عن الوزن ونسبة الدهون
قال الدكتور سوليمان في بيان رسمي: "يمكن لمساعد طبي أو طبيب لديه تدريب بسيط فقط أن يستخدم هذا الجهاز بسهولة لفحص عضلة الذراع أو الفخذ لدى المريض تماماً كما يتم قياس الوزن أو ضغط الدم بشكل روتيني مما قد يتيح تصنيف المرضى إلى فئات "عالية الخطورة" أو "منخفضة الخطورة" لإجراء فحوصات إضافية.
وأضاف أن هذه التقنية قد تُسهم في تغيير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالكشف المبكر عن اضطرابات مثل السكري والساركوبينيا من خلال توفير أداة بسيطة وسريعة وآمنة يمكن استخدامها في العيادات الأولية دون الحاجة إلى اختبارات معقدة أو مكلفة.