اكتشاف جينات تزيد احتمالية الإصابة بأورام العين لدى البالغين

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Ophthalmology أن الطفرات الوراثية في جينات نظام إصلاح عدم التطابق (Mismatch Repair – MMR) قد تلعب دوراً في التهيئة للإصابة بورم الميلانين العنبي (Uveal Melanoma – UM) وهو أكثر أنواع أورام العين غير الحميدة شيوعاً لدى البالغين.

تحليل جيني موسّع على مئات المرضى

أجرى فريق بحثي بقيادة أناييس لو ڤين من وحدة Inserm U1339 في باريس دراسة جماعية استباقية شملت 381 مريضاً تم تشخيصهم بورم UM خلال الفترة من يوليو 2021 إلى فبراير 2023.

وافق جميع المرضى على إجراء تحاليل جينية موسعة خضعوا خلالها لفحص الحمض النووي الجنيني (germline DNA) بحثاً عن طفرات في 122 جيناً معروفاً بارتباطه بالاستعداد للإصابة بالورم، وتم ذلك من خلال تقنية التسلسل الموجّه (targeted sequencing).

اختيار الفحوصات الجينيةتحليل جيني موسّع على مئات المرضى

79 طفرة ممرضة في 70 مريضاً

أظهرت نتائج الدراسة أن 70 مريضاً من أصل 381 يحملون ما مجموعه 79 طفرة ممرضة (Pathogenic Variants – PVs) بينها 21 طفرة في جينات تُعد ذات أهمية سريرية.

وكان لافتاً أن نسبة كبيرة من هذه الطفرات ظهرت في جينات MMR، وهي الجينات نفسها المرتبطة بمتلازمة لينش (Lynch Syndrome) المعروفة بارتباطها بعدة أنواع من الأورام أبرزها القولون والرحم.

تغيرات في الكروموسوم 3 تؤكد الترابط الجيني

من بين الحالات التي تم تحليلها بدقة كانت هناك حالة لمريض يحمل طفرة موروثة في جين MLH1 – أحد جينات MMR، حيث أظهر الورم فقداناً للكروموسوم 3 (monosomy 3)، ما ترافق مع فقدان الأليل السليم من الجين MLH1 الموجود على الكروموسوم نفسه.

وباستخدام تحليل التألق المناعي (immunohistochemistry) أكد الباحثون وجود فقدان في تعبير جين MLH1، أما عند إجراء تسلسل الجينوم الكامل لهذا الورم فقد تم تحديد توقيعات طفرية نموذجية مرتبطة بخلل في نظام MMR، وهي: SBS6 وID1 وID2.

أفضل مراكز وبنوك حفظ الجينات الوراثية في الوطن العربيتغيرات في الكروموسوم 3 تؤكد الترابط الجيني

الوراثة والجينات تلعب دوراً محورياً في الميلانوما العنبية

كتب مؤلفو الدراسة أن هذه النتائج تشير إلى أن الطفرات الموروثة في جينات MMR قد تفسر جزءاً من الخلفية الجينية لورم الميلانين العنبي، كما تدعم فكرة أن هذا النوع من الأورام قد يكون جزءاً من الطيف السريري لمتلازمة لينش.

ويُعد هذا الكشف خطوة مهمة في فهم الآليات الوراثية التي قد تساهم في تطور الميلانوما العنبية ويفتح المجال أمام تطوير اختبارات فحص وراثية مبكرة خاصة للمرضى الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطانات مرتبطة بمتلازمة لينش.

أحد الباحثين المشاركين في الدراسة كشف عن علاقات مع شركات أدوية بينما يمتلك باحث آخر براءات اختراع ذات صلة بموضوع البحث.