كشفت دراسة جديدة نشرت في "Journal of Clinical Sleep Medicine" عن نتائج جديدة لفهم العلاقة بين مراحل النوم المحددة والمناطق الدماغية التي تكون عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، وأظهرت النتائج أن النوم العميق أو ما يُعرف بـ"النوم البطيء" يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من تآكل المناطق الدماغية المعرضة لمرض ألزهايمر.
تنقسم عملية النوم إلى 4 مراحل رئيسية، تبدأ بـ:
المرحلة 1: النوم الخفيف الذي يستمر من 1 إلى 5 دقائق.
المرحلة 2: نوم أعمق قليلاً يمتد لمدة 25 دقيقة.
المرحلة 3: النوم العميق الذي يُعد الأهم لصحة الدماغ.
المرحلة 4: نوم حركة العين السريعة (REM)، حيث تحدث الحركة السريعة للعيون ويصبح التنفس أسرع.
الانتقال عبر هذه المراحل 4-6 مرات خلال الليل هو أمر طبيعي، لكن قلة الوقت الذي يقضيه الفرد في المرحلتين 3 و4 قد يرتبط بشكل مباشر بتطور مرض ألزهايمر.
مراحل النوم وأثرها على الدماغ
أظهرت الدراسة التي شملت 270 مشاركاً من دراسة Atherosclerosis Risk in the Communities Study أن قلة النوم العميق (النوم البطيء) ترتبط بتقلص حجم مناطق دماغية معينة مثل المنطقة الجدارية السفلية والقشرة، كما أن تقليل النوم في مرحلة REM كان له تأثير مماثل، حيث ارتبط بتقلص مناطق أخرى مثل المنطقة الجدارية السفلية ومنطقة ما قبل القشرة.
وتُعد هذه النتائج بمثابة خطوة كبيرة نحو ربط أنماط النوم بتآكل الدماغ في الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، كما بينت الدراسة أن تقليل النوم العميق والنوم في مرحلة REM قد يؤدي إلى تفاقم التآكل الدماغي في هذه المناطق المهمة.
النوم يساعد الدماغ على التخلص من السموم والبروتينات الضارة، ويحدث هذا التنظيف أثناء النوم العميق في المرحلة 3 وكذلك في مرحلة REM، في حالة قلة النوم لا يتمكن الدماغ من إزالة النفايات بشكل فعال ما يؤدي إلى تراكم البروتينات الضارة التي تساهم في الإصابة بألزهايمر.
دور النوم في إزالة السموم من الدماغ
تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تدرس تأثير بنية النوم على تآكل المناطق الدماغية المعرضة لمرض ألزهايمر، بينما توفر النتائج دليلاً مهماً على أهمية النوم العميق وREM في الحفاظ على صحة الدماغ، فإنها تُعد أيضاً دعوة لمزيد من الأبحاث لفهم الآليات الدقيقة التي تربط النوم بتطور المرض.
في هذا السياق يُستحسن البحث في تأثير النوم على الدماغ على مدى فترات زمنية أطول وبمشاركة عينات أكبر وأكثر تنوعاً، ورغم أن هذه النتائج مثيرة إلا أن العلماء يؤكدون أهمية استكمال الدراسة بتجارب إضافية لفهم كامل التأثيرات.
قدم الخبراء عدة نصائح لتحسين نوعية النوم، والتي تشمل:
نصائح لتحسين نوعية النوم
الحفاظ على جدول نوم ثابت يسمح بالحصول على 7-9 ساعات من النوم كل ليلة.
اتباع روتين مريح قبل النوم يتضمن تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية.
جعل البيئة المحيطة بك هادئة ومريحة.
كما أوصى الخبراء بتجنب الكافيين قبل النوم بفترة طويلة وتجنب الأكل والشرب بالقرب من وقت النوم لضمان نوم أفضل وأعمق.