مشروب الكفير يكافح ألزهايمر.. نتائج واعدة لدراسة على البشر

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن صحة الأمعاء قد تلعب دوراً رئيسياً في صحة الدماغ بما في ذلك الوقاية من الخرف، وفي هذا السياق أجرى باحثون برازيليون مراجعة لعدة دراسات لمعرفة ما إذا كان مشروب "الكفير" وهو مشروب حليب مخمّر شبيه بالزبادي لكنه سائل أكثر، يمكن أن يكون مفيداً كمكمل غذائي لمرضى ألزهايمر.

ويتميز الكفير بتركيبته الفريدة التي تحتوي على بكتيريا وخمائر في علاقة تكافلية مما يجعله خياراً محتملاً لدعم صحة الأمعاء والدماغ.

تناول القرنفل يمكن أن يؤثر على صحة الأمعاءمشروب الكفير يدعم صحة الأمعاء

نتائج واعدة من دراسة على البشر

نُشرت نتائج هذه المراجعة في Brain Behavior and Immunity Integrative، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على البشر أن تناول الكفير قد يحسن الوظائف الإدراكية، وشارك في هذه الدراسة 13 شخصاً مصاباً بمرض ألزهايمر، حيث تناولوا مكمل الكفير بجرعة 2 مل لكل كيلوجرام من وزن الجسم يومياً لمدة 90 يوماً.

وبعد انتهاء الدراسة أظهرت النتائج تحسناً بنسبة 28% في اختبار (Mini-Mental State Examination MMSE) بالإضافة إلى تحسن بنسبة 66% في اختبارات الذاكرة، كما لاحظ الباحثون انخفاضاً في مستويات الالتهاب والإجهاد التأكسدي لدى المشاركين.

دراسات على الحيوانات تدعم التأثير الإيجابي

بالإضافة إلى الدراسة البشرية أظهرت الدراسات التي أُجريت على القوارض والذباب إمكانات علاجية للكفير، وركزت إحدى الدراسات على تأثير الكفير في تقليل التعبير عن (Toll-like receptor 4 (TLR4 وهو مسار مرتبط بالتهاب الأعصاب في مرض ألزهايمر، ووجد الباحثون أن تناول الكفير ساهم في تقليل الالتهاب العصبي مما أدى إلى حماية أنسجة الدماغ وتحسين الوظائف الإدراكية.

تناول الكفير يقلل الالتهاب العصبي ما يؤدى إلى حماية أنسجة الدماغتناول الكفير يقلل الالتهاب العصبي ما يؤدى إلى حماية أنسجة الدماغ

كما أظهرت دراسة أخرى على القوارض أن الكفير عند دمجه مع العلاج بالخلايا الجذعية ساهم في تقليل الالتهاب العصبي، بالإضافة إلى ذلك حللت دراستان تأثير الكفير عند تناوله مع pioglitazone (دواء للسكري) أو simvastatin (دواء مخفض للكوليسترول) وأظهرت النتائج فوائد وقائية في الحالتين.

تقليل تراكم بيتا-أميلويد وتحسين المهارات الحركية

في الدراسات التي أُجريت على الذباب، وجد الباحثون أن الكفير يقلل من تراكم بيتا-أميلويد، وهو أحد السمات الرئيسية لمرض ألزهايمر، كما أظهرت التجارب تحسناً في المهارات الحركية وهو أمر مهم لأن مرضى ألزهايمر يعانون من تراجع تدريجي في قدرتهم على الحركة.

مشروب الكفير يكافح ألزهايمرالكفير يقلل من تراكم بيتا-أميلويد

آراء الخبراء: الحاجة إلى مزيد من الأبحاث

علق بيتر غليبيوس، مدير قسم الأعصاب السلوكية والإدراكية في Marcus Neuroscience Institute، على نتائج الدراسة قائلاً: "قد يدعم الكفير صحة الدماغ من خلال استعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء، وتقليل الالتهاب الجهازي، وتعزيز حاجز الأمعاء، مما قد يقلل الالتهاب العصبي"، مشيراً إلى أن الأبحاث الحالية لا تزال أولية وأنه من الضروري إجراء دراسات سريرية أكثر قوة قبل التوصية بالكفير كعلاج مكمل لمرض ألزهايمر.

من جانبه، أوضح جويل ساليناس، طبيب الأعصاب في Isaac Health، أن الكفير قد يكون جزءاً من نهج شامل يشمل نظاماً غذائياً متوازناً والنشاط البدني والتحفيز الإدراكي والتفاعل الاجتماعي، مما قد يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بألزهايمر أو في مراحله المبكرة.