صحة الفم مفتاح الوقاية من ألزهايمر.. ما علاقة الميكروبيوم الفموي بضعف الإدراك؟

تشير دراسة حديثة إلى أن بعض أنواع البكتيريا في الفم قد تؤثر على الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر، حيث يمكن أن تساهم بعض البكتيريا الضارة في تطور الخرف ومرض ألزهايمر، نُشرت هذه النتائج في مجلة PNAS Nexus مما يسلط الضوء على أهمية صحة الفم في الوقاية من التدهور المعرفي.

الميكروبيوم الفموي وعلاقته بالضعف الإدراكي

استخدام الساونا بانتظام قد يحسن تدفق الدم إلى الدماغالميكروبيوم الفموي وعلاقته بالضعف الإدراكي

حلل الباحثون الميكروبيوم الفموي لـ115 شخصاً بينهم 55 يعانون من ضعف إدراكي خفيف وجدوا أن بعض البكتيريا قد تلعب دوراً إيجابياً أو سلبياً في صحة الدماغ، على سبيل المثال، ارتبطت بكتيريا Neisseria بتحسن الوظائف التنفيذية والانتباه البصري لدى المصابين بضعف إدراكي خفيف، بينما كانت مؤشراً لذاكرة عاملة أقوى لدى الأشخاص الأصحاء، في المقابل كانت Porphyromonas مؤشراً رئيسياً على الإصابة بالضعف الإدراكي، في حين ارتبطت Prevotella intermedia بزيادة خطر ألزهايمر لدى حاملي أليل (apolipoprotein E4 APOE4) المعروف بصلته بالمرض.

التغذية تدعم البكتيريا المفيدة للدماغ

أشار الباحثون إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً مهماً في تشكيل الميكروبيوم الفموي، حيث تدعم الأنظمة الغذائية الغنية بالنترات، مثل النظام الغذائي المتوسطي ونظام DASH، البكتيريا المفيدة للوظائف الإدراكية، فيما علّق جيمس جيوردانو، أستاذ علم الأعصاب والكيمياء الحيوية في المركز الطبي بجامعة جورج تاون، أن الدراسة تعزز الأدلة حول العلاقة بين الميكروبيوم الفموي ووظائف الدماغ.

وأوضح "جيوردانو" أن بعض أنواع البكتيريا الفموية تسهم في إنتاج أكسيد النيتريك (NO) وهو مركب ينظم تدفق الدم في الدماغ، كما يؤثر على العمليات العصبية والإدراكية وله تأثيرات وقائية ضد الالتهابات العصبية المرتبطة بفقدان الوظائف المعرفية.

التغذية السليمة للرجل تدعم الأنظمة الغذائية الغنية بالنترات البكتيريا المفيدة للوظائف الإدراكية

أمراض اللثة والخرف: رابط مقلق

تشير الأبحاث إلى أن أمراض اللثة مثل التهاب دواعم السن (periodontitis) قد تكون مرتبطة بتراجع الوظائف الإدراكية بسبب انتشار بكتيريا ضارة مثل Porphyromonas gingivalis وTreponema denticola وPrevotella intermedia، ولا يقتصر تأثير هذه البكتيريا على اللثة بل يمكن أن تصل إلى مجرى الدم عند حدوث نزيف في اللثة ومنه إلى الدماغ خاصة لدى مرضى ألزهايمر الذين يعانون من ضعف الحاجز الدموي الدماغي (blood-brain barrier) ما يسمح بمرور البكتيريا بسهولة إلى الأنسجة العصبية.

المتضررين من علاج ألزهايمرتؤثر البكتيريا الفموية على صحة الدماغ 

البكتيريا الفموية ودورها في الالتهاب

إلى جانب انتقالها عبر مجرى الدم يمكن أن تؤثر البكتيريا الفموية على صحة الدماغ من خلال استثارة الجهاز المناعي مما يؤدي إلى التهابات مزمنة ترتبط بالشيخوخة الدماغية وضعف الذاكرة.

وفي الختام فإن إعادة التوازن للميكروبيوم الفموي قد يساعد في الحد من الالتهابات العصبية والحفاظ على الوظائف المعرفية، كما أن تناول الأطعمة الغنية بالنترات يمكن أن يدعم صحة الميكروبيوم الفموي، مما قد يسهم في تقليل مخاطر الخرف وفقدان الذاكرة