كشفت دراسة حديثة نُشرت في "Alzheimer’s & Dementia" أن الأشخاص الذين يستغرقون وقتاً أطول للوصول إلى مرحلة حركة العين السريعة (REM) أثناء النوم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، وتعتبر هذه المرحلة من النوم ضرورية لمعالجة الذكريات، حيث تحدث خلالها الأحلام الأكثر وضوحاً.
هذه النتائج تدعم الأدلة السابقة حول العلاقة بين اضطرابات النوم والتدهور الإدراكي، حيث يرتبط النوم الكافي في مرحلة REM بسلامة البنية الدماغية واتصال الشبكات العصبية في الدماغ.
تأخر النوم العميق يرتبط بمرض ألزهايمر
يُعد نوم REM إحدى المراحل الأربعة للنوم، حيث يتميز بحركات العين السريعة وانخفاض توتر العضلات، وعادةً ما يحدث بعد 90 دقيقة من بدء النوم، ويزداد طوله مع مرور الليل، لكن الباحثين أرادوا معرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين توقيت هذه المرحلة ومرض ألزهايمر.
دراسة أجراها باحثون من China-Japan Friendship Hospital في بكين حللت بيانات 128 شخصاً متوسط أعمارهم 71 عاماً، بعضهم مصاب بمرض ألزهايمر وآخرون يعانون من ضعف إدراكي خفيف (Mild Cognitive Impairment – MCI) بينما كانت المجموعة الأخيرة تتمتع بوظائف إدراكية طبيعية.
أظهرت النتائج أن المصابين بمرض ألزهايمر كانوا أكثر عرضة لتأخر الوصول إلى REM، حيث استغرق بعضهم 193 دقيقة للوصول إلى هذه المرحلة مقارنةً بـ98 دقيقة في المجموعة الأخرى، كما رصد الباحثون لدى هؤلاء المرضى مستويات أعلى من بروتيني Amyloid وTau، وهما مرتبطان بتطور المرض، إلى جانب انخفاض في Brain-Derived Neurotrophic Factor (BDNF) وهو بروتين يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ.
العلاقة بين تأخر REM ومرض ألزهايمر قد تكون ثنائية الاتجاه؛ فقد يؤدي اضطراب النوم إلى تسريع التغيرات الدماغية المرتبطة بالمرض أو قد يكون العكس صحيحاً، حيث يسبب ألزهايمر خللاً في دورة النوم.
وأوضح الباحث الرئيسي للدراسة وأستاذ الطب النفسي وعلوم السلوك، الدكتور يو لينج، أن تأخر REM يمكن أن يعطل قدرة الدماغ على ترسيخ الذكريات، ما قد يفسر العلاقة بين النوم غير الكافي وتطور المرض.
تحسين جودة النوم يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ
رغم أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد مدى تأثير تأخر REM على تطور مرض ألزهايمر لدى فئات سكانية مختلفة، لكن الباحثين يشددون على أن النوم ليس مجرد راحة بل هو عملية فسيولوجية ضرورية للحفاظ على صحة الدماغ، كما أن نسبة نوم REM تشكل حوالي 25% من إجمالي وقت النوم لدى البالغين لكنها تنخفض مع التقدم في العمر، كما يمكن لعوامل مثل تناول مضادات الاكتئاب أو ارتفاع درجة حرارة الغرفة التأثير على توقيت ومدته.
يوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) بعدة إرشادات لنوم صحي، منها:
الحفاظ على وقت نوم واستيقاظ ثابت يومياً.
تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم بـ30 دقيقة.
الامتناع عن تناول الكحول والوجبات الثقيلة في الليل.