في كثير من الأوقات، يمكن أن تقتلنا "عاداتنا"؛ حيث توجد العديد من الممارسات التي نعتقد أنها آمنة، لكنها قد تكون سبباً في فقدان الحياة؛ ما يستدعي أن نأخذ عاداتنا اليومية بجدية، ونعمل على تغييرها على نحو أفضل وأكثر أماناً.
وفي السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" أبرز العادات الصحية والممارسات الحياتية التي تمثل جزءاً كبيراً من روتيننا اليومي، لكنها تؤدي إلى مخاطر كبيرة قد تصل إلى الوفاة.
أحياناً يضطر الأشخاص إلى تناول جرعات كبيرة من الكافيين، سواء من خلال الشاي والقهوة أو مشروبات الطاقة لإنجاز مهامهم اليومية، لكنهم يجهلون أن الإفراط في تناولها يمكن أن يسبب مشاكل صحية على المدى البعيد، قد تصل إلى الإدمان والاكتئاب.
أظهرت دراسة علمية أجريت على أكثر من 8500 من الآباء في بريطانيا، أن 76% منهم قد ناموا مع أطفالهم في مرحلةٍ ما، و40% ناموا مع أطفالهم في ظروف خطيرة، مثل النوم على الأريكة أو خلال تدخين السجائر؛ ما يزيد خطر الوفاة بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ لدى الأطفال.
وبيَّنت نتائج الدراسة البريطانية التي أجرتها المؤسسة الخيرية "The Lullaby Trust"، أن النوم بجانب الأطفال، خاصةً عند الجلوس على الأريكة أو الكرسي، يفاقم معدل الوفاة المفاجئة للرضع 50 مرة؛ حيث يموت – وفقاً لأحدث الإحصائيات – نحو 133 طفلاً سنوياً في بريطانيا، بسبب النوم المشترك.
كما سلط تقرير حديث صادر عن قاعدة البيانات الوطنية لوفيات الأطفال (NCMD) في إنجلترا الضوء على المخاطر المحيطة بالنوم المشترك، موضِّحاً أنه من بين وفيات متلازمة موت الرُضع المفاجئ المسجلة بين أبريل 2019 ومارس 2021 في المملكة المتحدة، مات 98% من الأطفال فيما كان يُعتقَد أنهم نائمون، وكان 52% من هؤلاء الأطفال ينامون مع شخص بالغ، كما حدثت 60% من الوفيات في أثناء النوم المشترك في أوضاع غير مُخطط لها، ووقع 92% منها على الأقل في ظروف خطرة.
لتفادي خطر الوفاة المفاجئة للرضع، يُنصح بإبقاء المساحة المحيطة بالطفل خالية من الوسائد وأغطية الأَسِرَّة، وتجنب ترك حيوانات أليفة بالقرب منه، كما ينبغي أن يكون الطفل في وضعٍ آمن؛ أي ينام بالقرب من الجدار؛ لتجنب سقوطه فجأة من السرير.
حول سبب وفاة الأشخاص الذين يعيشون في وحدة وعزلة في سنٍ مبكرة، أكد الجراح الأمريكي "فيفيك مورثي" – وفقاً لـ"Keckmedicine" – أن العزلة تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة.
وحللت بعض الأبحاث التي نُشرت في "Sage Journals" خطورة الوحدة والعزلة الاجتماعية؛ حيث تبين أنها تزيد احتمالية الوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 26% و32%، كما أشارت بعض التقديرات إلى أن الشعور بالوحدة يعد عاملاً محفزاً على الوفاة المبكرة أكثر من السمنة.
ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "PLOS Medicine"، يرتبط الشعور بالوحدة بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية ومرض ألزهايمر وارتفاع ضغط الدم. إضافةً إلى ذلك، وصفت أبحاث تأثير العزلة على الإنسان بأنها تعادل تدخين 15 سيجارة يومياً.
ومن جانبها، قدمت "جينيفر بوزر" طبيبة طب الأسرة في "Keck Medicine" بجامعة جنوب كاليفورنيا، نصيحة للذين يميلون إلى العزلة، بضرورة المشاركة في مجتمعاتهم والاختلاط مع الآخرين، وممارسة الأنشطة الفعالة.
أحياناً تعلق أحد أسلاك الفرشاة المستخدمة لتنظيف الشوايات بالطعام، وهي الأسلاك التي عند تناولها يحدث تلف في المريء أو الأمعاء، ويصل الأمر إلى عدوى بكتيرية يصعب تشخيصها؛ لأنها مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، وفقاً لـ"Buzzfeed".
كما تشير دراسة أمريكية جديدة إلى أن الفترة بين 2002 و2014، شهدت أكثر من 1600 زيارة لأقسام الطوارئ في الولايات المتحدة، نتيجة لإصابات الفرشاة السلكية، حسبما ورد في "Medicalnewstoday".
وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة "د. ديفيد تشانغ"، من كلية الطب بجامعة ميسوري، أنه قد تستقر شُعَيرة صغيرة في مناطق مختلفة من الجسم، سواء في الحلق أو اللوزتين أو منطقة الرقبة؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إصابتك.
وبالنسبة إلى عاداتنا في قيادة السيارات، توجد العديد من الضوابط وقواعد الأمان والسلامة التي يجب اتباعها خلال القيادة، لكن في أوقاتٍ كثيرة نقود رغم شعورنا بالإرهاق الشديد أو النعاس، دون تقدير جدي لمخاطر الأمر الذي قد ينتهي بكارثةٍ، حيث اعترف نحو 40% من السائقين أنهم قد تعرضوا لغفوةٍ خلال قيادة مركباتهم، وفقاً لمجلس السلامة الوطني الأمريكي (NSC).
وفي هذا السياق، قال "د. ران ريجيف" طبيب طب الطوارئ المعتمد من مجلس الإدارة التابع لمركز شارب تشولا فيستا الطبي: "إن الشعور بالنعاس خلال القيادة يشير إلى أن قائد المركبة لا يقود بكامل وظائفه الإدراكية، وهو ما يمكن أن يحدث لأسبابٍ عدة، لكنه عادةً يرجع إلى قلة النوم.
وتشير تقديرات (NSC) إلى أن القيادة في أثناء النعاس تتسبب في نحو 328000 حادث، و109000 حادث تصادم، و6400 حادث مميت سنوياً في الولايات المتحدة، منوهةً بأن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً – خاصةً الذكور – مسؤولون عن نصف هذا النوع من الحوادث.
وأوضَّح "د. ريجيف" أن العمل بنظام المناوبات يساهم بشكلٍ ما في تعريض الأشخاص للنعاس خلال القيادة؛ حيث تتعطل دورات نومهم، بما لا يمكنهم من الحصول على الراحة التي تحتاجها أجسامهم، ويُفقِدهم التركيز في أثناء القيادة.
وأشار إلى أن الذين يقودون سياراتهم ليلاً معرضون للخطر؛ لأن معظم الناس يشعرون بالنعاس بشكل طبيعي في الليل، وقد يعاني آخرون من نوم غير صحي بسبب مشكلات شائعة مثل انقطاع التنفس في أثناء النوم أو القلق أو الأرق؛ ما يعرضهم لخطر كبير بسبب النعاس في أثناء القيادة، نقلاً عن "Sharp".