يروج البعض لفكرة أن الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يعزز مستويات التستوستيرون في الجسم، مستندين إلى أن تبريد كيس الصفن يحفز إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات الذكورية، والخصيتان تحتاجان إلى درجة حرارة مثالية بين 35 و37 درجة مئوية (95 إلى 98.6 درجة فهرنهايت) لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل فعال، ومع ذلك لا توجد أدلة علمية قوية تدعم تأثير الماء البارد على زيادة التستوستيرون تحديداً.الاستحمام بالماء البارد يعزز مستويات التستوستيرون
أظهرت بعض الأبحاث أن تقليل التعرض للحرارة قد يحسن إنتاج الحيوانات المنوية، ففي دراسة عام 2007 زاد عدد الحيوانات المنوية لدى بعض المشاركين بنحو 500% بعد الحد من استخدام الماء الدافئ، لكن لا يوجد دليل على أن الاستحمام بالماء البارد تحديداً يعزز الخصوبة بل إن تجنب الماء الساخن هو العامل الأساسي، كما أن الأبحاث حول تأثير الماء البارد على خصوبة النساء لا تزال غير موجودة بحسب "health line".
تشير بعض الدراسات إلى أن الماء البارد قد يساعد في تعزيز مستويات الطاقة، ففي دراسة أجراها "national institute of health" عام 2016، أفاد المشاركون بأنهم شعروا بزيادة في النشاط بعد اتباع نظام الاستحمام بالماء البارد لعدة أشهر وشبّهوا التأثير بتأثير الكافيين، بالإضافة إلى ذلك وجدت دراسة عام 2010 أن الغمر في الماء البارد يمكن أن يقلل من استهلاك الجسم للطاقة أثناء التعافي من التمارين الشاقة، مما يساعد في تقليل الالتهابات وزيادة تدفق الدم دون استنزاف موارد الطاقة.
يحفز الماء البارد تنشيط الدهون البنية وهي نوع من الدهون التي تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم وزيادة حرق السعرات الحرارية، دراستان أجريتا في 2007 و2009 وجدتا علاقة بين درجات الحرارة الباردة وزيادة نشاط الدهون البنية مما يساهم في الحفاظ على توازن الدهون في الجسم وتعزيز التمثيل الغذائي الصحي.
قد يساعد الغمر في الماء البارد على تقليل آلام العضلات بعد التمارين المكثفة، حيث إن الرياضيين الذين يمارسون فنون القتال والعداء يشعرون بانخفاض الألم بعد استخدام الماء البارد، ومع ذلك أظهرت دراسات عامي 2007 و2016 أن الفائدة كانت طفيفة لا سيما عند الجمع بين الماء البارد والساخن أو عند التعرض للماء البارد لمدة 10 إلى 15 دقيقة عند درجات حرارة تتراوح بين 11 و15 درجة مئوية (52 إلى 59 درجة فهرنهايت).
تشير بعض الدراسات إلى أن الاستحمام البارد قد يكون له تأثير طفيف على الجهاز المناعي، حيث إن الغمر في الماء البارد يحفز إطلاق الأدرينالين، مما يعزز إنتاج مواد مضادة للالتهابات ويقلل من استجابة الجسم للالتهابات وهو ما قد يساعد في مقاومة الأمراض، كما أظهرت دراسة عام 2016 أجراها "national institutes of health" أن الأشخاص الذين استحموا بالماء البارد قلّ غيابهم عن العمل بنسبة 29%، رغم عدم وجود تأثير واضح على مدة المرض.نصائح للاستحمام بالماء البارد
للحصول على الفوائد المحتملة للماء البارد دون إجهاد الجسم يوصى بالبدء تدريجياً عبر خفض حرارة الماء خلال الاستحمام، حيث يمكن رش الماء البارد على اليدين والوجه أولاً قبل تعريض الجسم بالكامل من المهم أيضاً التجفيف سريعاً بعد الاستحمام وتكرار العملية بانتظام للحصول على التأثير المطلوب.
يجب تجنب الاستحمام بالماء البارد في حالات مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والحمى أو ضعف جهاز المناعة، كما لا ينصح به لمن يعانون من الإرهاق الشديد أو التوتر الزائد، في المناخات الباردة حيث يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للماء البارد إلى انخفاض حرارة الجسم مما قد يشكل خطراً صحياً.